على إثر انتفاضة ثورة الشباب التي عاشتها بلادنا أخيرا تجندت وسائل الإعلام السمعية والبصرية في تونس لتغطية الحدث ونقل ما يمكن أن يساعد المواطن على الإلمام بكل ما يحدث من أخبار وتحاليل ونداءات استغاثة فاختلفت الأخبار من وسيلة إلى أخرى وتنوعت وتعدد الضيوف على الشاشات ووراء المصادح. ورغم أن جميع هذه الوسائل قد كانت سطحية في تقديم الأحداث عند بداية الاضطرابات إلا أنها وجدت الطريق مفتوحا أمامها لتعبّر بكل حرية بعد الإطاحة بالرئيس السابق ونظامه. وقد تمكنت القنوات التلفزية من جلب انتباه المشاهد لها أكثر من المحطات الإذاعية بما أن هذا الأخير يبحث عن الصورة المباشرة فطغى على البث الإذاعي كم هائل من الأغاني الوطنية والأغاني الملتزمة وبالرجوع إلى برامج وبث القنوات التلفزية الثلاث وهي حنبعل وقناة نسمة والتلفزة الوطنية التونسية نلاحظ أن قناة نسمة قد نجحت في جلب عدد مهم من الضيوف على غرار بورقيبة بن رجب (صحفي وجامعي) وزياد كريشان (صحفي من مجلة الحقائق) ويسرى بالحاج حميدة (المحامية) وحسين الديماسي وزير التكوين المهني والتشغيل وسليم عمامو كاتب الدولة وغيرهم. ومن ناحية أخرى تمكنت قناة حنبعل من تمرير المعلومة بسهولة للمواطن التونسي من خلال البث المباشر الذي يمتد يوميا على مدار ساعات طوال من أجل استقبال المكالمات الهاتفية للتعبير عن الآراءأو لبث نداءات الاستغاثة. واستطاعت أن تمرر خطابا سهلا طمأنت من خلاله من روع المشاهدين في ظل أحداث لا تسمع فيها غير صوت إطلاق الرصاص من هنا وهناك. أما التلفزة الوطنية فقد استحوذت على بث مجموعة من الأخبار الحينية والوقتية خلال نشرات إخبارية متتالية رغم أن بعضها اقتصر على إشارات دون الخوض في أحداثها صورة وتعليقا. لئن تمكنت القنوات التلفزية التونسية خلال هذه الأيام من جلب نسبة مهمة من المشاهدين لمتابعتها بحثا عن المعلومة الصحيحة والمباشرة إلا أنها فشلت في تمرير صورة مقنعة عن عديد الأحداث التي مرت عليها مرور الكرام مثل القبض على أفراد عائلة الطرابلسي أو إيقاف مجموعة من العصابات والقناصين.