أقف اليوم في شجاعة المواطن التونسي الذي أيقن أن لا رجعة إلى الوراء أقف معلنا استقالتي ولن أبرئ نفسي من أخطاء قد أكون ارتكبتها في ظلّ ضغوطات كنا جميعنا نرزح تحتها...أخطاء أقلها الصمت. غير أني وعلى إقراري بهذا لا ولن أسمح بأن يشكك أي كان في ولائي لهذا البلد الذي أريده اليوم حرا ديمقراطيا كما أراده شبابه ولا ولن أسمح بأن يشكك أيضا في اجتهادي وإن لم أصب دائما في خدمة الاتحاد والعمل على تفعيل دوره بما أوتيت من سلطات يعلم الجميع أنها تظل دائما محدودة. ولا أقول ذلك من باب التبرير ولا تبرئة الذات وإنما من باب الإقرار بالحقائق التاريخية والمجاهرة بما لم أكن من قبل قادرا على البوح به فأنا أيضا أتنفس حرية لم أعهدها من قبل على غرار سائر التونسيين اليوم. وإني أقف اليوم لأعلن أمرين : أولهما إعلان استقالتي. وثانيهما دعوة إلى الحفاظ على هذا المكسب الذي لا يرتبط بأسماء فمن كان في نفسه شيء إزاء الهادي الجيلاني فإن الهادي الجيلاني ماض إلى حاله ومن كانت في نفسه غيرة على المنظمة فليعمل على إنقاذها من العطل والفراغ وليحفظ من خلالها أرزاق الناس وموارد البلاد. أختم بشكر كل ما شاركني العمل في المنظمة على امتداد 22 سنة وأخص بالذكر منهم كل من أهدى إلي عيوبي وأعتذر لكن من لم أكن في حجم آماله وتطلعاته. أودعكم وأنا على يقين أن غدكم سيكون أفضل في تونسالجديدة.