جاء في جريدة "الشروق" المصرية أن كاتب إسرائيلي " يدعى شلومو بروم" توقع أن مصر والأردن سوف تواجهان مصير تونس على المدى البعيد، مشيرًا إلى أن الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلدين يمكن أن تقود إلى موجة عارمة من الاحتجاجات، قد تنتهي بما آلت إليه الأوضاع في الجمهورية التونسية. وزعم الكاتب في تقرير تحليلي لمعهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل أن حالة التوتر السياسي التي تشهدها مصر على خلفية الانتخابات وموقف المعارضة منها، والجدل حول الانتخابات الرئاسية، تعد عوامل محفزة لموجة من الاحتجاجات الكبرى في البلاد. أما في الأردن، التي تعاني من أزمة اقتصادية مستمرة، فالأزمة أقل وطئًا، بسبب الصراع بين السكان ذوي الأصول الأردنية وذوي الأصول الفلسطينية، والدعم الذي لا يستهان به للإخوان المسلمين. ثورة وليست انقلابًا ثم تناول الكاتب رؤيته لتطور الأحداث في تونس وتأثيرها في الشعوب العربية، وقال إنه منذ عقود طويلة، لم يشهد العالم العربي ثورة كان السبب فيها هو الشعب، وليس انقلابًا دعت إليه وتبنته المؤسسة العسكرية بحسب زعمه لهذا استقبلت الشعوب العربية ثورة الياسمين التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، بمزيج من الدهشة والانبهار. وأكد" بروم"، أن النظام التونسي سقط بسبب فقدانه السيطرة على الاحتجاجات الكبيرة التي بدأت بسبب البطالة، وما أشعلها بالتأكيد انتحار الشاب الجامعي العاطل حرقًا على مرأى ومسمع من الجميع. وخلال المظاهرات، لعب الإعلام الإلكتروني دورًا مهمًّا، تمامًا كما حدث في المظاهرات الإيرانية 2009. دور الطبقة الوسطى والمعارضة في قيادة الثورة من ناحية أخرى، غيرت الثورة التونسية من السيناريوهات المتوقعة لانتفاضة الشعوب العربية؛ بحسب رؤية الكاتب، الذي ادعى أن معظم السيناريوهات أكدت أن الإسلاميين وحدهم قادرون على إشعال الثورات في العالم العربي، لكن تونس كسرت القاعدة، ربما لأن بن علي استطاع الحفاظ على الإسلاميين في قبضته الحديدية، ومن نجا منهم هاجر إلى دول العالم وترك تونس. وتابع الكاتب، قائلاً: "رأينا أن من قادوا ثورة تونس كانوا من الشباب المتعلمين في الخارج، أو المثقفين الجامعيين، يقودهم رموز المعارضة الديمقراطية.. وهذا ما يرجح أن تكون الطبقة الاجتماعية المتوسطة هي التي قادت ثورة تونس، بينما كانت هي حجر أساس نظام بن علي لمحاربة الحركة الإسلامية"!. أما في مصر والأردن، فيرى "بروم" أن الوضع مختلف، لأنه لا وجود حقيقي للمعارضة الديمقراطية في الشارع بين المواطنين، بينما تتمتع الحركة الإسلامية بدائرة واسعة من الداعمين المؤيدين، ولها تأثير قوي في المواطن العادي بحسب كلامه. العالم العربي يراقب تجربة تونس للاقتداء بها أو البعد عنها يعتقد الكاتب الإسرائيلي أنه إذا استطاعت تونس أن تحقق انتخابات نزيهة، ومن ثم حكومة ديمقراطية حقيقية، فسوف تصبح قدوة للشعوب العربية الأخرى، لكي تطالب بإصلاحات أكبر وديمقراطية داخلية، وبالتالي سيكون للمعارضة دور كبير في الأيام المقبلة. أما في حالة استمرار الفوضى، أو فشل المعارضة الديمقراطية في تشكيل حكومة مستقرة، وصعود الحركة الإسلامية للحكم -حتى لو بطريقة ديمقراطية- فسوف تكتسب الأنظمة الحاكمة قوة أكبر، جنبًا إلى جنب مع اتساع نفوذ الإسلاميين في الشارع العربي