تونس التي اعتبرتها عديد وسائل الإعلام الأجنبية "معجزة اقتصادية"لم يرد لها أبناؤها من أصحاب المؤسسات أن تنهار وان تؤثر فيها الأحداث التي تمر بها لذلك استأنفت مؤسساتهم الاقتصادية نشاطها العادي مستقبلة عمالها وإطاراتها الذين منعتهم الأحداث الأخيرة وظروف النقل من مزاولة نشاطهم بشكل عادي. "التونسية" حاورت عددا من أصحاب المؤسسات اطلعت عن كثب على سير العمل بها سبرت الآراء حول مدى تأثير تلك الأحداث في المصانع خاصة أن بعضها طالتها أيادي المخربين والنيران لحقت بها خسائر مادية فادحة . أسامة الحاج الطيب صاحب مؤسسة نسيج وملابس مصدرة كليا يقول: يعتبر الإنتاج أولويتنا القصوى لذلك وفرنا الظروف الملائمة للعمل كما اعتمدنا منهجية توعوية موجهة للعمال بهدف تحسيسهم بأهمية الظرف الذي تمر به بلادنا والذي يحتم علينا ضمان ديمومة المؤسسة بعيدا عن الحسابات مع تحفيزهم على الحضور وتدعيم جهود الإنتاج ." وأشار صاحب المؤسسة إلى أن عديد العملاء الأجانب من أصحاب الماركات العالمية الشهيرة قد ابدوا تخوفهم مما جرى خاصة مع تأخر شحنات الملابس الجاهزة التي كان من المفروض وصولها في الأيام الأخيرة فكثرت مكالماتهم ورسائلهم الالكترونية المستفسرة عن الوضع قائلا في الإطار:" لقد عملنا بكل ما أوتينا من وسائل على طمأنتهم بتواصل الإنتاج وبصفة عادية ووصول منتوجهم في القريب العاجل كما ضاعفنا في الإنتاج رغم نقص التوقيت العادي للعمل بسبب حظر التجول وذلك لتدارك التأخير الذي حصل." السيد جلال الجويني صاحب مؤسسة يقول:" لقد حرسنا مؤسساتنا بأنفسنا ووفرنا كافة الوسائل التي تحول دون المساس بها ولم نكتف بالإنتاج وتوفير الظروف الملائمة له بشكل عادي بل اعتمدنا التحسيس للقضاء على بعض المؤثرات التي تحول دون سير العمل في ظروف جيدة كما حاولنا ربط حلقة تعاون بين جميع المؤسسات لمساندة المؤسسات المتضررة والتي طالها النهب والتخريب وهذه الجهود جميعها تصب في الذود عن مكاسب تونس والحفاظ على دورتها الاقتصادية ." محمد السنوسي مدير مؤسسة يقول:" لقد تأخر توجيه الإنتاج الى المؤسسات الأجنبية كما ساهمت تهويلات بعض وسائل الإعلام الأجنبية للأحداث التي شهدتها تونس وإصرارها على إقحام تونس في أزمة اقتصادية لا مخرج منها في شعور أصحاب المؤسسات الأجنبية بالحيرة والخوف على مصالحهم فاتجهت جهودنا بالأساس إلى تكثيف سبل إعادة الثقة لهم وطمأنتهم على استقرار الوضع الاقتصادي والأمني بشكل يؤمن لهم إنتاجهم بالكميات المطلوبة في الآجال المحددة." نرجس سليمان مديرة مؤسسة تقول:" تدفقت علينا رسائل المؤسسات الأجنبية ومكالمات أصحابها للاستفسار عن مآل منتوجهم الذي تأخر شحنه بسبب الأحداث ومدى تأمين سلامة الشحنات في الموانئ وهذا ما حدث مع اغلب المؤسسات المصدرة والحمد لله تجاوزنا المحنة والتي بقدر ماتسارعت وتيرة حلولها بقدر سرعة زوالها وهذا يعود للروح الوطنية العالية للعمال والإطارات التي أكدت تحفزها لبذل مزيد الجهد للاستئناف الإنتاج والمساهمة الفاعلة في تنشيط الدورة الاقتصادية." عبد الباسط حداد مسؤول عن شركة مواد كهرومنزلية يقول:" لم نعمل على تحريك عجلة الإنتاج فحسب والتي تأثرت بالأحداث الأخيرة ومشاعر الخوف واضطراب حركة التنقل بل عملنا على مراعاة المؤسسات المتضررة التي نتعامل معها وذلك بتأجيل مسالة تسديد الفواتير والاهم انه في ظل استهداف الأيادي المخربة للعديد من المؤسسات في عدد من الجهات فقد تجند عدد من العمل والإطارات لحراسة المؤسسة وحمايتها من التخريب والنهب ونحن عازمون على المضي قدما على درب الإنتاج وضمان ديمومة المؤسسة." هذا وأشار عدد من أصحاب المؤسسات الى اقتناع أعضاء النقابات بحاجة تونس إلى سواعدهم أكثر من الشعارات والخلافات مع أعضاء الشعب المهنية والتي شهدتها عديد المؤسسات الخاصة والعمومية لذلك تميز الوضع بأغلب المؤسسات بالاستقرار والهدوء مما انعكس ايجابيا على منظومة الإنتاج . .