"أعطونا حل..أعيدوا لنا الأمل" هذه شعارات عدد من المواطنين من ضعاف الحال ببعض الأحياء الشعبية ممن استولوا على عدد من المنازل التي لاتزال بصدد الانجاز, البعض يرى في تصرفهم فوضى غير قانونية قد تنتهي بهم أمام القضاء ويكون الفيصل فيها القانون على اعتبار أن اغلبها تابعة لمقاولين خواص في حين اعتبر آخرون الأمر مشروعا على اعتبار قيام عديد "الملاّكة "بطرد هؤلاء في أوج الأحداث الأخيرة اعتقادا منهم بأن سقوط النظام قد وضع نهاية للقانون وقد يخول ذلك الوضع" للكرّاية"الاستحواذ على محلات السكنى والامتناع عن دفع الكراء . هذه المشاهد الفوضوية التي تكررت في عدد من المناطق وشملت الأراضي الدولية والمساحات الخضراء . "التونسية " أرادت ان تسلط عليها الضوء فتحولت إلى منطقة دوار هيشر حيث تحدثت الى مجموعة من العائلات محدودة الدخل ممن قرروا السكنى في 85 منزلا تابعا لشركة النهوض بالمساكن الاجتماعية "سبرولس" وهناك عبّر المواطنون عن معاناتهم وسط العجز عن توفير لقمة العيش والتخبط في مشاكل اجتماعية انتهت بالبعض من شبابهم بين القضبان مؤكدين أن قساوة الظروف دفعتهم إلى اقتحام المنازل بعد أن سلّمهم حارس المشروع المفاتيح ضاربين عرض الحائط ببنود القانون فلا خوف مما ينتظرهم ولا خشية من مصير غامض ينتظر اغلبهم . مخالفة القانون ولكن؟... السيد مبروك رحيم يقول: ندرك جيدا أن ما قمنا به مخالف للقانون لكن قناعتنا وخصاصتنا تدفعنا إلى التصديق بان تلك المنازل من حقنا كضعاف حال مسنون ومسنات أرامل ومطلقات شباب حكم عليه المجتمع بالنبذ لأنهم أصحاب سوابق ارتكبوا جنحا دفعهم إليها الفقر." الشاب بشير العمدوني يقول:" لقد حملنا ادباشنا إلى هذه المآوي بصفة وقتية وعلى وزارة الشؤون الاجتماعية وكافة الهياكل المعنية أن تنظر إلينا كمواطنين من حقنا العيش الكريم وإيجاد حلول لمعاناتنا الاجتماعية نطالب الحكومة الجديدة بان تتدخل في توزيع هذه المساكن الاجتماعية على مستحقيها والضغط على المقاولين لإعطاء الأولوية فيها لضعاف الحال وليس لأصحاب الأموال ." حسين المنصوري مسن يقول ماذا يفعل ضعيف الحال أمام حال حلّه من المحال احمد البريكي يقول:" ندرك جيّدا أن هذه المنازل مؤقتة وقد أوينا إليها وحميناها من أيادي العابثين فهناك منازل سرقوا أبوابها ونوافذها واتلفوا تجهيزاتها ,نداؤنا إلى الحكومة الجديدة بان تنتشلنا من هذا الوضع الذي يفوق إمكانيات الولاية فهل من العدل أن يمتلك أشخاص هنا منزلا وأكثر يعملون بكل ما أوتوا من جهد ومال للحصول على منازل كان من المفروض تمتيع الفقير بها." لفتة من الحكومة الجديدة سماح بن عمار تقول:" نرى شبابنا يضيع مع كل يوم نحن عاجزات عن إعالة أطفالنا الصغار وعن دفع معلوم الدروس الخصوصية التي أصبحت لدى عدد من المعلمين إجبارية لذلك لا يستغرب تصرفنا غير القانوني فأملنا في هذه المنازل ليس كسكن نهائي بل كسبب يجعل الحكومة الجديدة تضعنا في اعتبارها كمواطنين من حقنا العيش فذنبنا الوحيد خصاصتنا وعلى القضاء أن يعاقبنا فهذا قدرنا المقيت . شادية عويني تقول :"حاجتنا إلى منزل وخاصة أننا وجدنا أنفسنا محل ضغط من عديد "الملاّكة" لاعتقادهم بأننا في ظل الظروف القاسية لن ندفع معاليم الكراء وقد نستحوذ على مساكنهم كما تعرض بعضنا للطرد فلم يكن أمامنا سوى البحث عن حل فكانت هذه المنازل وتشاطرها الرأي السيدة سنية الظاهري قائلة :"أملنا أن تكون هذه المنازل المكان الذي ننتشل منه إلى وضع أفضل وان تتدخل السلط المعنية بحل يرضينا ولا ينتهي بنا في الشارع . ويذكر أن المشروع الجديد التابع لحي بوستيل والذي انتهت أشغال قسطه الأول المتكونة من 10منازل و18محلاّ تجاريا قد استولى عليها عدد من المواطنين أيضا.