»السمسارة« و»الملاّكة« ينتعشون من أزمة السكن الطالبي تونس »الشروق« تحدّث الطالب فهمي عن رحلة العذاب بحثا عن منزل للكراء بالعاصمة وكان كلامه مشحونا بعبارات »استغلال للطالب كأنه كرة في ايادي السمسارة وأصحاب المنازل«. وتتداول هذه العبارات وغيرها في افواه جميع الطلبة الذين عاشوا رحلة البحث عن سكن متكبدين في ذلك المشاق الكثيرة مواجهة للغلاء في ثمن الكراء. اتصل بنا الطالب فهمي مخلوف سنة رابعة محاسبة وهو من القرّاء الاوفياء لصحيفتنا عارضا علينا جملة من المشاكل التي يتعرض لها الطلبة جرّاء البحث عن منزل للكراء في مثل هذه الفترة. وافاد ان رحلة البحث عن منزل دامت اسبوعا كاملا حيث يغادر يوميا المنزل رفقة اصدقائه الراغبين في الكراء معه منذ الثامنة صباحا ليعود على الساعة الثامنة ليلا«. واستمرت رحلة العذاب هذه بين تونس ومسقط الرأس بالوطن القبلي. واشتدت الحال بالاصدقاء فلجأوا الى »السمسار« الذي كان بدوره نقطة سوداء في هذه الرحلة حيث حملهم الى منازل لا تصلح للسكن ليحصل في كل مرافقة على 5 دنانير. وليتجنب فهمي هذه الاشكاليات واصل هو ورفاقه دفع معلوم الكراء لأشهر الصيف لكن صاحب المحل فاجأهم في آخر لحظة بأنه يحتاج للمنزل ليسكن به ابنه. ولم يجد في هذا الإطار غير ان يصف الطلبة »بالكرة« التي يتقاذفها الجميع في مثل هذه الفترة الحرجة. وواصل عنه صديقه محمد علي نفس السنة ونفس الشعبة تفاصيل الرحلة التي قاموا بها حيث اسفرت عن الحصول على منزال ب 200 دينار كأقل سعر موجود وفي منطقة تتصف ببعض الهدوء للتمكن من المراجعة والدراسة. وقرّر محمد علي هذه السنة ألاّ يتجاوز عدد الطلبة ثلاثة افراد نظرا لان التجارب الماضية كانت قاسية جدا بكثافة الافراد حيث لا يقدر الواحد منهم على المراجعة بأريحية. مصاريف كثيرة اشتكى الطالب جوهر الحاج احمد سنة خامسة في اختصاص الهندسة في الكيمياء التحليلية والاجهزة بعد 4 سنوات من متاعب البحث عن الكراء من غلاء المنازل المعدة لذلك بالعاصمة. واستغرب من الاستغلال الفاحش الذي يأتيه اصحاب المنازل للطلبة. واكترى جوهر منزلا بعد عناء شديد بمبلغ قدره 250 دينارا رفقة اصدقائه الاثنين وهو الآن بصدد البحث عن الرفيق الرابع وان كان على حساب الراحة النفسية لأن الكراء والمصاريف الأخرى شيء صعب تحمّله بالنسبة للوالد خاصة وان له اختا تدرس بالجامعة وتعيش نفس المشكلة. وقال: »رغم اني لست »مصروفجي« باللغة المتداولة ولكن لا يمكن ان تقل المصاريف عن 200 دينار في الشهر«. وأشار الى ان ايجاد المنزل تطلب منه مواكبة مستمرة لإعلانات الصحف وايضا تخصيص ميزانية لبعض السمسارة الذين وجدوا فرصتهم لاستغلال الطلبة. مصاعب الفتاة تعيش الفتاة رحلة البحث عن كراء بصورة مضاعفة عن الطالب حيث تبحث عن منزل للكراء في مكان افضل يكون اكثر امنا وأمانا فتتضاعف بذلك الشروط. وتحدثت الطالبة امال بالحاج احمد سنة ثالثة طب اسنان عن معاناتها بحثا عن سكن بمدينة المنستير التي لا تختلف عن العاصمة في شيء من حيث غلاء ثمن الكراء. وقالت: »قضيت اياما عديدة انتقل ذهابا وإيابا الى المنستير للحصول على سكن رفقة والدي فكان استغلال السمسار لوضعيتنا هو الحاجز الاول حيث حملنا الى مساكن غير لائقة ليحصل على مقابل. وذكرت انه بعد العناء تم الحصول على منزل صغير ب 180 دينارا وهو السكن الوحيد الذي كان في المتناول لان هناك منازل أخرى تصل حدّ 320 دينارا. ولان الحصول على سكن بالنسبة للطلبة بات امرا صعبا وتواصل لسنوات رغم كل الحلول المتوخاة من قبل سلط الاشراف فالمطلوب مراجعة الحلول والتأكيد خاصة على ضرورة تأهيل المبيتات الخاصة بما يناسب حاجيات الطلبة خاصة العناية بالنظافة وتحسين وضعية المطابخ ودورات المياه.