لا يختلف عاقلان في القيمة الفنية لمتوسط ميدان النادي الصفاقسي كمال زعيم الذي ترك أفضل الانطباعات منذ وطأت قدماه مركب فريق عاصمة الجنوب,زعيم الذي خلف مايسترو الفريق عبد الكريم النفطي في وسط ميدان النادي الصفاقسي نجح منذ ظهوره الأول في تأكيد إمكانياته الفنية العريضة واستطاع في ظرف وجيز أن يحصد علامات الشكر والثناء من جماهير الفريق التي كانت تعول كثيرا على صانع ألعابها الجديد للعودة بالفريق إلى مداره الطبيعي...غير انه ورغم البداية الطيبة للزعيم الجديد في فريق عاصمة الجنوب ورغم القيمة الكروية الثابتة لهذا اللاعب الأنيق فان وصول المدرب الجديد نبيل الكوكي إلى مقاليد الأمور الفنية للفريق قلب هذه المعادلة وأعاد توزيع الأوراق في حظيرة الفريق بعد أن أصبح كمال زعيم دون موجب ودون سابق إنذار خارج حسابات الإطار الفني الذي رفض الانصياع إلى رغبات الجماهير وتعنت لأسباب تبدو في ظاهرها شخصية بالأساس... نبيل الكوكي أخرج كمال زعيم من حساباته تماما وحتى قائمة الاحتياطيين في بعض المباريات الأخيرة لم تشهد أي اثر لزعيم ولئن تبدو تبريرات الكوكي مهما كانت جديتها غير مقنعة بالنظر إلى محدودية الزاد البشري لفريق النادي الصفاقسي وخاصة تركيبة خط وسط الميدان التي لا تشفع للمدرب الشاب بإقصاء زعيم على اعتبار انه يفوق كل زملائه فنيا وتكتيكيا كما أن مردود النادي الصفاقسي في الجولات الأخيرة وخاصة الأداء الهجومي للفريق حرك سواكن جمهور النادي الصفاقسي الذي راح يتساءل عن سر هذا التجاهل المعلن لكمال زعيم من طرف المدرب نبيل الكوكي... نبيل الكوكي عرف منذ مروره بأكابر النادي الإفريقي بأنه ينصت كثيرا لحرب الكواليس ويعشق لغة الأحلاف وعلاقاته المتوترة ببعض لاعبي النادي الإفريقي إبان إشرافه على الفريق برفقة الجنرال عبد الحق بن شيخة تقيم الدليل على ذلك فالكوكي يفضل اللاعب المطيع والوفي لمدربه داخل الميدان وخارجه على آخر يفوقه مهارة وخبرة وزادا فنيا وهو ما يفسر إقصاءه لزعيم الذي يبدو انه رفض الانصياع إلى أوامر مدربه وتمرد على القانون الداخلي للفريق والذي أرسى مبادءه نبيل الكوكي فزعيم يرى أن المحك الحقيقي للفصل بين لاعب وآخر هي ساحة الميدان لا غير وهي النقطة التي اختلف فيها مع مدربه الذي يرى عكس ذلك تماما فالظهور في التشكيل الأساسي للفريق يمر حتما عبر تقديم فروض الولاء والطاعة وهذا التكتيك على ما يبدو لم يتعود عليه بعد قيدوم فريق الترجي التونسي... المهم أن علاقة كمال زعيم بفريق النادي الصفاقسي شارفت على نهايتها على اعتبار أن عقد اللاعب ينتهي مع موفى الموسم الحالي وليست هناك أي نية لتجديده لا من طرف هيئة "السي آس آس" ولا من طرف اللاعب نفسه الذي ينشد تجربة احترافية جديدة قد تحط به الرحال في فريق النادي الإفريقي الذي ينتظر الضوء الأخضر من مدربه الجديد فوزي البنزرتي للفصل في هذا الموضوع وربما قد تخرج هذه الزيجة إلى النور على اعتبار قناعة البنزرتي بقيمة زعيم الكروية وهو الذي سبق وأشاد به في أكثر من مناسبة...