التونسية – محمد بوغلاب كنا حاورنا في السنة الماضية رئيس مهرجان "كان" جيل جاكوب وسألناه عن مدى تدخل السياسي في الإختيار الفني وكان رده باردا كالثلج بأن المهرجان لا يتدخل في السياسة ولا دخل للسياسة في إختياراته ، ويذكر المتابعون موقف المهرجان العام الماضي من غياب أو تغييب السينمائي الإيراني جعفر باناهي عن لجنة تحكيم المهرجان بسبب إعتقاله من طرف نظام أحمدي نجاد الذي لا يحظى بود كبير في الطبقة السياسية الفرنسية ، كما إشتعلت الصحافة الفرنسية وشوارع مدينة كان التي يعشش فيها اليمين كجل مناطق الساحل اللازردي بمناسبة عرض فيلم "خارج عن القانون"لرشيد بوشارب رغم سعي هذا المخرج الفرنسي الجنسية ذي الأصل الجزائري إلى إقناع الرأي العام بأنه لا يدين فرنسا ولا يجرمها بسبب تناوله لواقعة تاريخية هي مجزرة سطيف في ماي 1945 ... أما هذا العام فكانت إيران حاضرة مرة أخرى من خلال فيلمين لمحمد رسولوف وجعفر باناهي ومجتبى ميرتاهماشب ، فقد إستقبل المهرجان بإحتفاء لافت زوجة رسولوف التي أبلغت رسالة زوجها للمهرجان قائلة "في الوقت الذي تشاهدون فيه الفيلم يخضع محمد للتحقيق في إيران من طرف شرطة أحمدي نجاد" ...
- مديح لهتلر يتلوه إعتذار وطرد من جنة المهرجان ... لم تقف الأمور عند هذا الحد فقد قلب السينمائي الدنماركي "لارس فان ترير" المثير للجدل بطبعه الطاولة على رأس إدارة المهرجان حين صرح خلال الندوة الصحافية بأن فيلمه القادم سيكون بورنوغرافيا وكان المنعرج بسؤاله عن اصوله الألمانية فكان رده مزلزلا " كنت اظن اني يهودي وكنت سعيدا بذلك ثم إكتشفت بأني كنت نازيا وهو ما منحني متعة ما ، اتفهم هيتلرواتعاطف معه حتى وإن فعل أشياء سيئة" ثم اضاف "لست معاديا للسامية بل إني اتضامن مع اليهود كل اليهود ولكن إسرائيل تثير القلاقل " طبعا لم يتأخر رد إدارة المهرجان التي دعت "لارس فان ترير" للإعتذار وهو ما تم بإصداره بلاغا صحافيا ولكن سبق السيف العذل كما يقول المثل العربي العتيد وحتى يبرئ المهرجان ذمته من ذنب "فان ترير" فقد إجتمع مجلس إدارة المهرجان يوم أمس واصدر بيان إدانة لتصريحات المخرج نازي الهوى ورد فيه " إن لارس فان ترير شخص غير مرغوب فيه من المهرجان " - اللهم لا شماتة ... لا حديث في كواليس مهرجان كان كما في وسائل الإعلام الفرنسية إلا عن ورطة رئيس صندوق النقد الدولي – وهو من قيبل الصدفة يهودي الديانة- الرجل القوي في الحزب الإشتراكي الفرنسي " دومينيك ستروس كان" الذي يبدو أنه لم يمسك نفسه أمام سمرة أرملة غينية تعمل منظفة غرف بالنزل حيث قضى آخر ليلة له قبل ان يودع سجن الإيقاف ( ينتظر إطلاق سراحه اليوم بكفالة مالية وتحديد إقامته بنييورك) ...واللافت للإنتباه أن كل الجدل في البلاتوهات التلفزية لتحليل الحادثة والنبش في تاريخ "ستروس كان" الثري بالمغامرات النسائية الجانبية لم يخف نبرة "شماتة " من السياسيين الفرنسيين يمينا ويسارا وكأنهم تخلصوا من أشرس منافس محتمل على الرئاسية بعد عام ....ولعل أول الرابحين هو ساركوزي الذي لم يسلم هو الآخر من سهام مهرجان "كان" البعيد عن السياسة والسياسيين كما صرح رئيسه لنا قبل عام ... - ساركوزي خارج المسابقة ... كان الإكتظاظ أكبر من الوصف على فيلم "الغزوة"La Conquête للفرنسي "غزافيي دورنجي" ويقدم الفيلم قصة وصول ساركوزي إلى سدة الحكم سنة 2007 وخسارته في الآن نفسه زوجته سيسيليا التي كانت عاملا رئيسيا في فوزه الإنتخابي ... إكتظاظ دفعنا إلى البحث عن الفيلم في إحدى القاعات التجارية بمدينة كان وهو ماكان نظير 10 أورو ، لكن "أورواتنا" القليلة لم تشفع لنا فلم نسلم من أذى التدافع والتزاحم ... أما قاعاتنا أو ما بقي منها فهي إما تتأهب للغلق أو تعرض أفلاما عفا عليها الزمن ...فماذا وجدنا ؟ كان فيلما عاديا أقرب إلى الكوميديا الإيطالية دون إمتلاك مقوماتها ... تتبع الفيلم خطى ساركوزي في حملته الإنتخابية حتى يوم إعلان فوزه في ماي 2007 في الدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية ، فاز بكرسي الرئاسة ولكنه خسر للأبد سيسيليا التي كان "ساركو" يهيم بحبها ... وإتفقت الصحف الفرنسية الصادرة يوم أمس على وصف الفيلم بخيبة الأمل الكبرى . - الليلة سهرة تونسية على الكاروازات ... ينظم المنتج السينمائي هشام بلخامسة برعاية الجناح التونسي بالقرية الدولية لمهرجان "كان" سهرة تونسية على شاطئ مدينة كان إحتفاء بعرض فيلم "لاخوف بعد اليوم" لمراد بن الشيخ والحبيب عطية الذي يقدم في الخامسة من مساء اليوم في قسم"عروض خاصة"بمهرجان كان ... - التونسية تسأل أنطونيو بانديراس ... كانت التونسية حاضرة في الندوة الصحافية لفيلم " الجلد الذي أسكنه" للسينمائي الإسباني "بيدرو ألمودوفار" وبطولة انطونيو بانديراس وإيلينا أنايا ومارسيا باريدس. تدور احداث الفيلم الذي لقي نجاحا واسعا في أوساط الصحافيين والنقاد حول طبيب في جراحة التجميل (روبير ليدقار)- قام بالدور انطونيو بانديراس- تموت زوجته محترقة في حادث سيارة ، ولذلك يقرر إبتكار جلد إصطناعي غير قابل للإحتراق وهو ما نجح فيه عشر سنوات بعد رحيل زوجته ...ولكن إنجازه العلمي كان باهظ الثمن فقد أجرى تجاربه على شاب إغتصب إبنته الوحيدة المنتحرة لاحقا التونسية سألت بانديراس الذي كان في تونس لتصوير فيلم"الذهب الأسود" إنتاج طارق بن عمار وإخراج جان جاك أنو ، أيهما أقدر على إنقاذ من نحب؟ الفن (والسينما تحديدا) أو العلم والطب ... لم يخل رد بانديراس من الدعابة قائلا" إنه سؤال صعب ربما أكثر من تصوير الفيلم نفسه، وولكني أعتقد أن الإنسان لا يمكنه أن يكون إنسانا إلا بثنائية الفن والعلم فكلاهما له دوره في حياة الإنسان ولا غنى له عنهما ، غير أن العلم يصبح مخيفا حين يخلو من أخلاق تحميه )... في الجناح 107 ... الجناح 107 هو جناح تونس في القرية الدولية لمهرجان كان أشبه بخلية النحل ففيه يجتمع أطياف من السينمائيين من الشيوخ والشبان تركوا جانبا خلافاتهم ليجتمعوا يوميا في جلسات ودية بينهم وبين زوار الجناح من المنتجين والصحافيين والموزعين ومديري المهرجانات والمبرمجين والتونسيين المقيمين بكان وخاصة من أبناء الجيلين الثاني والثالث التواقين للتعرف على تونس الثورة... في الجناح 107 الذي ترفرف فوقه راية تونس ترى المختار العجيمي وعبد اللطيف بن عمار ولطفي العيوني والناصر الكتاري ونوفل صاحب الطابع ومراد بن الشيخ والحبيب عطية وأمين شيبوب وشيراز البوزيدي والبحري بن يحمد ومحمد علي بن حمراء ودرة بوشوشة ورجاء العماري وفريد بوغدير ورضا التركي ونبيل كيلة وإبراهيم اللطيف وخالد البرصاوي ومدير إدارة السينما بوزارة الثقافة فتحي الخراط الذي إلتحق بالبعثة يوم 17 ماي وقد إغتنمنا الفرصة لسؤاله عن تاريخ إنعقاد لجنة التشجيع على الإنتاج السينمائي فكان رده" بلغت المشاريع الواردة على الوزارة أكثر من سبعين مشروعا بين أفلام قصيرة وطويلة وسنقوم بتشكيل اللجنة بعد مهرجان كان ، وهي التي تتولى الإطلاع على السيناريوهات المقدمة لتبدي رأيها الإستشاري للوزير حسب القانون المنظم لعملها، وينتظر أن تجتمع اللجنة في غضون شهرين من الآن " أما عن أبرز السينمائيين أصحاب المشاريع المقدمة للجنة الدعم فنذكر وفق مصادرنا الناصر خمير ومختار العجيمي ... - عبد العزيز بن ملوكة ...الغائب الحاضر ... لا يتمتع المنتج السينمائي عبد العزيز بن ملوكة بحضور إعلامي كبير لأن الرجل بطبعه يحبذ العمل بعيدا عن الصخب ... وربما هضم هذا العزوف عن وسائل الإعلام حق الرجل الذي يستحق منا كلمة شكر ... فبن ملوكة الذي أنتج باب العرش وعرايس الطين وماكينغ أوف وخشخاش وهي وهو ودار الناس و النخيل الجريح و آخر سراب ...لا يتلهف لحضور مهرجان كان على الرغم من كونه عضوا في المكتب التنفيذي للغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام ولا ينزعج حين لا تصله دعوة من أيام قرطاج السينمائية ولايتردد في تخصيص سيارات لكبار ضيوف الأيام من المنتجين العرب والسينمائيين الأفارقة على حسابه الخاص ... ولكنه في المقابل لا يبخل بالدعم والتدخل لحل أي طارئ يواجه المشاركة التونسية في مهرجان كان ماديا ومعنويا ... لهذا الرجل الذي إتصل بنا هتفيا للسؤال عن الصحافيين والسينمائيين الشبان وهل هم في حاجة إلى مساعدة ما، نقول شكرا ...وسنعود إلى بن ملوكة لاحقا لفتح ملف السينما التونسية وهو أحد أبرز رجالاتها فقد كان في "الساتباك"وشهد أيام مجدها قبل أن تغلق أبوابها ، ولم يتردد طارق بن عمار في حوارنا معه الذي نشر قبل يومين في إعتباره واحدا من قلة من المنتجين المحترفين الذين يتقنون مهنتهم... ونورد لقراء التونسية حادثة رواها لنا أحد السينمائيين التونسيين تتعلق بآخر فيلم أجنبي نفذ إنتاجه في تونس بن ملوكة وعنوانه"L'Infiltré " فقد أعطى رئيس الدولة السابق(بن علي) تعليماته لمنع التصوير( بمنطقة تكرونة) لأن الفيلم يشير سلبيا إلى الزعيم الليبي معمر القذافي ... قرار إتخذ في الوقت بدل الضائع بعد حلول فريق الفيلم في بلادنا وإنطلاقه في العمل ... ولكن عبد العزيز بن ملوكة الذي أبلغ بالتعليمات الرئاسية بكل حزم لم يخلف إلتزامه مع المنتج الأجنبي ورفض الخضوع لتعليمات آخر لحظة وتم التصوير نهاية سنة 2010 في ظروف أقرب إلى السرية ...