لاحت شوارع العاصمة في وجه مخجل ومظهر مقزز نظرا لتراكم الفضلات وأكداس الأوساخ منذ نهاية الأسبوع على حواشي الطرقات وأمام المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية في الأنهج الرئيسية وحتى المجاورة لها. وكانت المسألة قد عرفت طريقها للانفراج بعد إضراب عمال النظافة خلال شهر أفريل الماضي لأيام عديدة احتجاجا على أوضاعهم المهنية الصعبة وعدم تسويتها بالترسيم و بتحسين الأجور.إذ صادقت الحكومة المؤقتة في منتصف الشهر المذكور على مرسوم استثنائي لترسيم الأعوان والعملة العرضيين والمتعاقدين وإنهاء موجات الغضب وإعادة المياه إلى مجاريها . غير أن ذلك لم يكن كافيا لإخماد صوت الغضب في صفوف هؤلاء بعد أقل من شهر عن المنشور المذكور إذ باتت المطالب أكثر من مُلحّة لأجل تنزيل كل ما ورد في المرسوم الاستثنائي بالرائد الرسمي لإعطائه طابع الجدية وإثبات حسن النية في الفعل والتنفيذ ولمّا لم يتحقق ذلك علت أصوات الرّفض من جديد لدى هؤلاء وأغرقوا مرّة أخرى شوارع المدينة في الأوساخ والروائح الكريهة إلى حين أن تتحقق جميع أحلامهم المؤجلة في يوم أو في أيام، وهو ما يشبه سياسة لي الذراع و"المقايضة " أي النظافة مقابل الترسيم رغم أن الوعود القائمة حاليا جادة وتسير نحو تسوية حقيقية لوضعياتهم وهو ما من شأنه أن يضع العصا في العجلة ويُعطل مصالح المواطن ويساهم في أسلوب الإغراق الذي تعاني منه البلاد ما بعد ثورة 14 جانفي .