تهميش.. معاملة سيئة..تجاوزات من الغير .. معاناة يومية..وضعيات اجتماعية في حاجة الى التدخل العاجل..اعوان وعملة في حالة انتظار بعد سنوات عجاف من المعاناة غيّبتهم وهمّشتهم ومن حقوقهم أقصتهم ...ذلك هو حال أعوان البلدية. يتساءل بعضهم حول مسألة تطبيق قرار ترسيم العمال العرضيين منهم والمتعاقدين والوقتيين بعد معاناة السنوات الماضية "الصباح" التقت العديد من هؤلاء وتحدّثت اليهم وكشفت عن عمق سنوات المعاناة والضّياع. مطالب في انتظار الحلول في هذا الاطار يؤكّد منجي المتهاني ( 55 سنة )ويعمل منذ 26 سنة في البلدية أن راتبه 200 دينار فقط منذ 10 سنوات رغم أن بلدية تونس تكلفه بمهام عديدة منها نظافة الشوارع والتطهير ورفع الفضلات المنزلية اضافة الى عملية الكنس اليدوي ووصف وضعية الأعوان في البلديات بكونها مزرية . ويضيف :"نحن مجنّدون كامل أيام الأسبوع وعلى مدى السنة دون راحة لتأمين إنجاز كل المهام المناطة بعهدتنا على أحسن وجه وفي بعض الاحيان نتعرض الى الاهانات والمضايقات أثناء اداء مهامنا ومطالبنا مشروعة والتى تتمثل في تحسين الوضعيات" . وتابع أن المسؤولين يتلكؤون في تطبيق مقتضيات منشور تسوية وضعيات المنتدبين قبل سنة 2000 وهي تتعامل بنفس المنطق والأسلوب حتى بعد الثورة. من جهته يرى عبد المجيد الماي أن الحاجة للعمل والخصاصة من أهم أسباب سكوت الأعوان عن المطالبة بحقوقهم المهنية وعبّر عن قلقه المتزايد بخصوص وضعيته المهنية والتى لم يتمّ تسويتها حتى بعد ثورة 14 جانفي واعتبران راتبا لا يتجاوز 200 دينار شهريا ولا يفي بالحاجة الى جانب عدم التمتع بأي منحة ولا بالتغطية الاجتماعية."تصور 14 سنة وأنا على نفس الحالة ..أمر محيّر وفي كل مرّة نسمع بأنّ الوضعيات ستتحسّن وتمّ رصد الاعتمادات ،شخصيا سئمت الوعود . ويضيف محدّثنا انه ورغم المصادقة على مشروع مرسوم استثنائي لترسيم الأعوان والعملة العرضيين والمتعاقدين الاأنّ دار لقمان بقيت على حالها ولم يتمّ تحقيق الوعود ونحن في انتظار تحقيق مطالبنا. تجاوزات ومضايقات وتحدّث السبتى برياكية بكل حرقة وهو يعمل منذ 9 سنوات مؤكّدا أنّ وضعيته المهنية التى لم تتغيّر حتّى بعد ثورة 14 جانفي رغم القرار القاضي بتسوية الوضعيات الاجتماعية . و أشار الى انه تعرض الى العديد من االاهانات والاعتداءات وفي بعض الاحيان الى العنف اللفظي و المادي من بعض المواطنين مستدلا بما تعرض اليه مؤخّرا من إمرأة مسنّة طلبت منه رفع فضلات القطط التى تقوم بتربيتها والقيام بعملية جهر لهذه الفضلات ولمّا رفض أسمعته وابلا من الشتائم و اهانته على مسمع ومرأى من الجيران" اضافة الى العديد من المضايقات التى يتعرض اليها يوميا من بعض المارّة . كما اضاف محدّثنا ان ساعات العمل تتجاوز الاطار القانوني اضافة الى التجاوزات المهنية والمعاملة المهينة والسيئة وعدم خلاص الساعات الإضافية والليلية والمنح وعدم التمتّع بالزّي المهني رغم قيام اعوان البلدية بواجبهم المهني على أكمل وجه رغم عدم توفّر التجهيزات الضرورية.فهل يعقل اليوم ان يبقى عامل البلدية يجرّ ويدفع عربة و كأنه "حيوان" في حين أن تعصير التجهيزات وتوفير عربات آلية ممكنة. تطبيق القرار قريبا وفيما يتعلق بتسوية وضعية أعوان البلدية أكد مصدر مسؤول في بلدية تونس ان المرسوم عدد 36 لسنة 2011 المؤرخ في 26 افريل 2011 والمتعلّق بترسيم العمال العرضيين والمتعاقدين والوقتيين من عملة البلديات سيتمّ تطبيقه قريبا دون الاشارة الى تاريخ محدّد.