ظل السائح التونسي خلال السنوات الفارطة مهمشا, حيث يعتبر دائما العجلة الخامسة في حين يبجل السائح الأجنبي ويدلل, وهذا السلوك ظل راسخا في ذهن التونسي وهو ما حال دون أن يكون اليوم بديلا للسوق الخارجية... لكن السيد "الطاهر السايحي" رئيس جامعة وكالات الأسفار اتهم النظام البائد بالتسبب في تهميش السياحة الداخلية, وذلك خلال اللقاء الإعلامي الذي التأم صباح اليوم وجمع المتدخلين في قطاع السياحة, حيث صرح ردا على سؤال "التونسية" بهذا الخصوص أن تهميش التونسي كان نتيجة إرادة سياسية تفرض عليهم, وذكر أن وزير السياحة السابق "سليم التلاتلي" أعلمهم خلال الموسم الفارط أن تونس في حاجة للسائح الأجنبي وليس للسائح التونسي الذي يجب أن يكتفي "بالشطوط. وأكد أن الموسم الحالي سيكون مختلفا تماما في طرق التعامل مع السائح التونسي, وأعلن أن هناك تخفيضات وعروضا مناسبة تتراوح بين 25 دينارا و90 دينارا خلال شهري جويلية وأوت وذلك من صنف الإقامة الكاملة. كما نفى السيد "عفيف كشك" عضو المكتب التنفيذي للجامعة التونسية للنزل ورئيس لجنة التسويق أن يكون التونسي "العجلة الخامسة" بالنسبة لأهل المهنة, وأكد أن السوق الداخلية تحتل المرتبة الثالثة في تونس بعد فرنسا وألمانيا, كما نفى أن يكون السائح الأجنبي يحظى بأسعار منخفضة أكثر من التونسي. وأعلن بدوره أن هذا الموسم يتميز بعروض هامة للسائح التونسي والأسعار تتراوح بين 37 دينارا و60دينارا, فضلا عن ذلك سيتمتع كل الأطفال دون الست سنوات بمجانية الإقامة. كما أشار السيد "عفيف كشك" إلى أن بعض العروض التجارية الموجهة للسائح الأجنبي تتضمن شروطا أخرى في المقابل نجهلها نحن.. ولكن وعلى سبيل المثال نذكر عرض أحد النزل بمدينة الحمامات وهو من فئة 5 نجوم يقدم حاليا عرضا للسائح الأجنبي ابتداء من يوم 7 جوان الجاري إلى غاية 21 من نفس الشهر ويشمل إقامة 3 أشخاص وتذاكر الطائرة بتكلفة جملية لا تتجاوز 680 أورو, في حين إذا فرضنا أن التونسي يقضي الليلة الواحدة بسعر 50 دينارا ويقضي نفس المدة فإن الفرد الواحد تبلغ كلفة إقامته 700 دينار ..كذلك العروض والتخفيضات الموجهة للسائح الأجنبي تحظى بالإشهار اللازم في حين أن العروض الموجهة للسائح التونسي إن وجدت فلا يعلم بها إلا قلة من المجتمع التونسي وذلك بسبب ضعف إشهارها, وقد اعتبر السيد "عفيف كشك" أن عملية الاشهار والتسويق هي مسؤولية سلطة الإشراف, نظرا لكون جميع المتدخلين في القطاع يدفعون نسبة 1 بالمائة من المداخيل للسلطة كآداءات توظفها الوزارة للقيام بالإشهار وبالحملات الترويجية !... وما نستخلصه أنه بين سلطة الإشراف وجميع المتدخلين في قطاع السياحة يبقى السائح التونسي الحلقة الأضعف..