(وات) - أكد وزير الشؤون الخارجية "محمد مولدي الكافي" الأهمية التي توليها تونس لمزيد دفع التعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بما يمكن من تعبئة الدعم اللازم على المستوى الدولي والاستفادة من خبرات المفوضية وتجاربها في رفد الجهود الكبيرة التي تبذلها مختلف الأطراف التونسية في عمليات إغاثة اللاجئين. وبين لدى استقباله اليوم الخميس بمقر الوزارة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "انطونيو غوتاراس" أن زيارة المسؤول الأممي تعكس مدى اهتمام المفوضية وحرصها على تقديم الدعم والمساعدة لتونس في إغاثة اللاجئين الليبيين والأجانب الذين توافدوا عليها بشكل متواصل بسبب الأوضاع الأمنية التي تشهدها ليبيا. وعقب اللقاء صرح المسؤول الأممي ل"وات" أن زيارته إلى تونس تندرج في إطار الاحتفال باليوم العالمي للاجئين الموافق للعشرين من جوان من كل سنة وللوقوف على مدى حفاوة البلدان المضيفة للاجئين وخاصة منها تونس التي استقبلت منذ بداية الثورة الليبيين الفارين من الأحداث هناك. وأضاف أن تونس ومصر وتركيا وكذلك لبنان قد أبقت على حدودها مفتوحة وهو عمل يحظى بالتقدير "في عالم بلا رحمة" مؤكدا بقوله "أنا هنا لأقول لتونس شعبا وحكومة شكرا على حسن الضيافة وعلى الجهود الملحوظة التي تم بذلها خاصة لمساعدة اللاجئين الليبيين وإيوائهم لدى العائلات في الجنوب التونسي" مؤكدا أن هذه الجهود تستحق من المجتمع الدولي كل التقدير والاعتراف بالجميل. ولاحظ أن ثورة الياسمين التونسية تكتسي أهمية بالغة ليس بالنسبة للشعب التونسي وحده وإنما للعالم بأسره باعتبار أن القيم الديمقراطية أمر يتقاسمه الجميع. وعبر السيد "غوتاراس" بالقول " لقد شعرت في بداية هذه الثورة بخيبة أمل من ردة فعل المجتمع الدولي إلا أنني بت أشعر بالارتياح بعد التعهدات التي عبر عنها مؤخرا كل من البنك العالمي والبنك الإفريقي للتنمية ومجموعة الثماني بالنسبة لتونس، وكذلك للوعي الجماعي بأهمية التضامن" . كما أعرب عن الأمل في أن تجد مختلف التصريحات والوعود الصادرة عن المجموعة الأوروبية طريقها إلى النور من خلال تعاون جماعي فعلي ودعم ناجع للشعب وللحكومة في تونس لتأمين سبل نجاح هذه الثورة. وأفاد السيد غوتاراس من جهة أخرى أنه يعتزم توجيه الدعوة إلى المجتمع الدولي الذي يتوجب عليه تقديم دعم أكبر لتونس ليس فقط في جهودها لاستقبال اللاجئين بل على هذا الدعم أن يتوجه للعائلات التونسية في شكل مساعدات مباشرة ومنح بالتعاون مع الوزارات التونسية. وأكد في الختام أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ستواصل دعمها لتونس خلال كافة مراحل التحول الديمقراطي. وتجدر الإشارة إلى أن السيد "انطونيو غوتاراس" سيتحول إلى الجنوب التونسي للفت انتباه وسائل الإعلام العالمية إلى الجهود التي تبذلها تونس تجاه الوضع الملح على الحدود التونسية الليبية.