بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش الوطني اصدر الحزب الديمقراطي التقدمي البيان التالي يحيي التونسيون اليوم الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس الجيش الوطني. لأول مرة بعد الثورة وقد تحرر الشعب من كابوس الحكم الفردي والظلم والاستبداد. وبهذه المناسبة السعيدة يتوجه الحزب الديمقراطي التقدمي بأحر عبارات التهنئة إلى السيد رئيس الجمهورية المؤقت القائد الأعلى للجيش وإلى السيد وزير الدفاع وإلى قائد الجيش التونسي وكافة الضباط والجنود وهي ذكرى نعيد فيها التعبير عن شعور الامتنان والتقدير للدور المثالي الذي اضطلع به الجيش أثناء الثورة وبعدها .فقد رفض ضباط الجيش إطلاق النار على المتظاهرين ولعبوا دورا محوريا في الحفاظ على الطابع المدني لنظام الحكم الذي حدث على رأس الدولة كما اضطلع الجيش منذ ذلك الوقت بمهام الحفاظ على الأمن الداخلي فضلا عن الحفاظ عن امن البلاد الخارجي وصونها من كل أذى في ظرف إقليمي عصيب . وإذ يشيد الحزب الديمقراطي التقدمي بهذا الدور الريادي فهو يعتبره غير غريب عن مبادئ وتقاليد جيشنا الوطني العتيد الذي انجد الشعب كلما تعرضت البلاد إلى كوارث طبيعية كالزلازل والحرائق الكبرى والفيضانات وتصدر الحماية المدنية بكل شجاعة واستبسال كما تحمل جيشنا الوطني بكل تواضع وتفاني أعمال التشجير ، تشجير الجبال والمناطق الصحراوية وحتى أعمال الري وجني محاصيل الزيتون كلما ندرت اليد العاملة المدنية فضلا عن دوره في إنشاء البنية التحتية من مد للطرقات وبناء الجسور والسدود . إن الحزب الديمقراطي التقدمي وهو يشيد بها الدور الوطني الريادي لا ينسى أن الجيش الوطني لم ينل في العهد السابق ما يستحق من تقدير واعتراف ومكافأة بل سعى النظام السابق إلى إبقاء الجيش مقصيا عن الحياة الوطنية وإلى بث روح الريبة والتحفظ إزاءه . لذلك فإنه من حق قواتنا المسلحة أن تعرف اليوم العناية والرعاية التي تستحقها من قبل الدولة الجديدة فيقع الارتقاء بتجهيزاتها والرفع من أجورها واستفسارها في كل ما يتصل بمهامها المدنية والعسكرية ويعاد الاعتبار إلى قوادها الذين تعرضوا ظلما وتعسفا إلى الإهانة والإبعاد والتجويع دونما تثبت في حقهم مخالفات وهم لا يزالون يعانون حتى اليوم الأمرين جراء تلك المظالم فضلا عن حق العائلات التونسية في استرجاع جثامين الضباط والمدنيين الذين أعدموا في اعقاب مؤامرة سنة 1962 وقد مضى عن تلك الحادثة المؤسفة زهاء الخمسين سنة . إن الحزب الديمقراطي التقدمي على ثقة من أن الديمقراطية الوليدة ستعيد الاعتبار كاملا لجيشنا الوطني وتبوءه المكانة التي تليق به في نطاق سياسة المصالحة الوطنية مع قوات الأمن الداخل والخارجي وبين كافة أبناء وبنات الشعب التونسي العظيم . عاش جيشنا الوطني الباسل عاشت تونس حرة عزيزة أبد الدهر عن الحزب الديمقراطي التقدمي الأمينة العامة مية الجريبي