في المنعطف الأخير لانتخابات النادي الافريقي سقط المترشحون في لعبة "الاستحواذ" ...أي تلك اللعبة التي تحيل على التحكم في الارادات حيث تضمن الأصوات بوسائل مختلفة ومع ذلك نجح أحباء الافريقي في امتحان الديمقراطية لانهم اقتلعوا وصاية الشيوخ على ناديهم الذي كاد يتحول الى واحد من أحباس البايات. النجم الساحلي يستعد بدوره لدخول المعترك الديمقراطي في جويلية القادم وهناك تعطش كبير في صفوف أنصاره لصياغة قرارهم المستقل بعيدا عن وصاية الأشخاص والعائلات لكن المحاذير قائمة ولعبة "الاستحواذ" قد تطل برأسها لتكرس دار لقمان ولتعيق بناء تقاليد جديدة قائمة على التنافس النزيه. التحركات التي يشهدها " المطبخ" الداخلي توحي بان شيئا من ذلك (قد يحدث) في علاقة بالانخراطات والمصوتين فبعض الأطراف لم تتردد في القول عبر جلساتها المغلقة بأنها لن تترك الفريق للمجهول وستتولى بالتالي رسم عناوين المرحلة المقبلة وأسمائها وربما تكون انطلقت بالفعل في رسم هذه المرحلة عبر الترويج لمرشحين دون غيرهم. كمون يصر على الرحيل في خضم الاستعدادات الجارية وحملة العلاقات العامة التي بدأتها عدة أطراف بوسائلها الخاصة والمعهودة جدد الرئيس الحالي الدكتور حامد كمون التأكيد على أنه راحل ولن يبقى. جاء ذلك في اخر لقاء جمعه منذ أيام ببعض الخلايا وتكرر القول نفسه في حديثه مع عدد من المقربين منه والحقيقة أن حامد كمون نجح في أن يكون كابح الصدمات داخل فريق تتقاذفه الأهواء والمصالح والبطولات الشخصية الفارغة من أي مضمون أحيانا. كمون حاول مسك العصا من الوسط لكن هامش المناورة كان ضعيفا لأنه لم يكن يملك المدارج أو الجزء المؤثر من هذه المدارج ومن لا يملكها يبقى تحت رحمة الاخرين . أصر كمون اذن على الرحيل ليعيد ترتيب حساباته الشخصية وليتفادى واقعا أصعب خلال الموسم القادم اذ رغم بيع عبد النور فان الوضع المالي مازال مهزوزا وغامضا ولا توجد (رسميا) امكانية لبيع أحمد العكايشي فيما ظل ترويج البرازيلي دانيلو مجرد أمنية حتى اللحظة رغم الحديث المتواتر عن اهتمام خليجي واخر تركي بهذا اللاعب. صلاح بن أحمد ...الورقة المجهولة في غياب البديل المناسب لحامد كمون راهنا باعلان نجل الدكتور حامد القروي انسحابه من السباق واقتناع الدكتور جلال كريفة بحتمية اقتسام "كعكة" السلطة والاكتفاء بمنصب نائب الرئيس على الأرجح على الرغم من أنه الأكثر شعبية بين الجميع طفا على سطح الاحداث اسم صلاح بن أحمد (المقرب من عثمان جنيح) وأحد الوجوه المنتمية لعائلة معروفة بسوسة كأحد المرشحين لرئاسة النجم الساحلي . بن أحمد ليس له اشعاع كبيرفي النجم الساحلي فالأغلبية الساحقة من الأحباء لا تعرفه رغم وجوده في الهيئة لسنوات طويلة وهو في الأصل رجل أعمال يشتغل في قطاع السياحة ومسؤول بجامعة النزل وليس معروفا بالتالي هل بامكانه النجاح أم لا فرئاسة فريق صعب وكبير مثل النجم تتطلب قطعا "كاريزما" قد لا تتوفر الا في المقتنع رقم واحد بترشحه والمقصود الرئيس السابق عثمان جنيح. هل سيقتنع أحباء الفريق بصلاح بن أحمد رئيسا لفريقهم ان قدم ترشحه وهو أمر وارد جدا كما أشارت الى ذلك احدى اليوميات التي عرضت سيرته الذاتية ...لا أحد يعلم الاجابة حقا ولو أن الخشية تبقى بعيدا عن هذه المسألة المستقلة بذاتها ... وكما ذكرنا أعلاه من لعبة الانخراطات التي قد تقضي على أحلام أحباء النجم في دخول فريقهم عهدا جديدا في التسيير واتخاذ القرار. بمعنى أدق ستكون الديمقراطية هكذا ....ديمقراطية على المقاس لا تحتكم حقا الى رغبة الأغلبية وتطلعاتها.