في إطار المساعي التي تقوم بها عدة أطراف قصد إثناء حركة النهضة عن قرارها بالانسحاب من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي التأم اليوم بمقر الهيئة الوطنية للمحامين اجتماع تشاوري ضم عميد المحامين "عبد الرزاق الكيلاني" و "عياض بن عاشور" رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة وممثلين عن الأحزاب والمنظمات ومستقلين. وأكد القاضي "مختار اليحياوي" "للتونسية" أن هذا الاجتماع هو جلسة تشاورية بشأن الوضع داخل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة التي تعيش الانسحابات العديدة لبعض الأحزاب الوطنية والأعضاء المستقلين .موضحا ان هذا الاجتماع يسعى إلى إعادة تفعيل عمل الهيئة العليا وانسجامها مع جميع الأطراف . ويبدو ان الاجتماع لم يسفر عن نتائج إيجابية خصوصا وأن بعض الأطراف وفي مقدمتها حركة النهضة هاجمت وانتقدت أداء "عياض بن عاشور" الذي بدا عليه التشنج والإرهاق إثر خروجه من الاجتماع قبل أن ينتهي رافضا التصريح إلى أي وسيلة إعلامية . وحسب ما توفر لدينا من معلومات فإن حركة النهضة مازالت متمسكة بعدم المصادقة على قانون الأحزاب في شكله الحالي كما تم تداول فكرة توسيع تمثيلية الهيئة العليا . ويبقى السؤال المطروح هو : ما سر احتضان الهيئة الوطنية للمحامين لهذا الاجتماع بحضور رئيس الهيئة العليا "عياض بن عاشور" وعدة ممثلين عن الأحزاب ؟ فهل وراء ذلك محاولة لإصلاح الوضع داخل الهيئة العليا أم أن أعضاء الهيئة الوطنية للمحامين يحاولون استقطاب المشهد السياسي خصوصا وأن هيئة المحامين لما انسحبت حركة النهضة من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة غاب أيضا ممثلوها ؟فهل أصبح للهيئة دور جديد في المشهد السياسي ؟ ويبدو أن التكتم حول ما ساد في الاجتماع وراءه عزم على عودة حركة النهضة إلى الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة .