قامت صباح اليوم مجموعة من النساء بغلق مدخل الجسر المتحرك ببنزرت من ناحية منطقة جرزونة إحتجاجا على رفض والي الجهة قبولهن من أجل تقديم المساعدات الإجتماعية التي يطالبنه بها يمناسبة حلول شهر رمضان المعظم حيث تشير الأرقام التي قدمها لنا أعضاء لجنة حماية الثورة ممثلين عن هؤلاء النسوة بأن أكثر من 250 عائلة معوزة في جهة جرزونة كانت تنتفع بموائد الإفطار في شهر رمضان المعظم تم حرمانها منها هذه السنة وأنه رغم العديد من التشكيات إلى السلط المحلية والجهوية المعنية فإن هاته العائلات لم يقع الإستجابة لمطالبها وهي مطالب إجتماعية بحتة الأمن والجيش يحسمان المواجهة بين المواطنين والمحتجين : الإعتصام كاد يتحول إلى كارثة بأتم معنى الكلمة بعد أن إستاء المواطنون من أصحاب العربات من عملية غلق الجسر حيث شلت حركة الجولان من داخل وخارج مدينة بنزرت بالتمام وسط أجواء صيفية حارة وصلت درجة الحرارة إلى 35 درجة وقد حاول بعضهم الدخول في مشاداة حادة مع النساء المعتصمات واللاتي كان برفقتهن مجموعة من الشبان يساندنهن في الإعتصام إضافة لأبناء المنطقة الذين تعاطفوا معهن لولا تدخل إعوان الأمن وأصحاب النوايا الحسنة لتجنب حدوث بعض اعمال العنف وإحقاقا للحق فإن بعض المواطنين الذين كانوا متضررين من الحصار تعاطفوا أيضا مع المعتصمات المدينة تختنق وطوابير السيارت إلى حد "الأوتوروت" : وصلت طوابير السيارات من ناحية منطقة جرزونة إلى حدود مدخل الطريق السيارة في حين إختنقت شوارع مدينة بنزرت من الداخل وقد تعطلت حركة المرور حتى بالنسبة للمترجلين مواطن يهدد بحرق نفسه : أحد المواطنين على متن شاحنة كانت تحمل بضائع لا تحتمل الصبر في الأجواء الحارة هدد بحرق نفسه لو لم يقع السماح له بالمرور بصفة إستثنائية لكن إرادة المعتصمين كانت أقوى ولم يبالوا بتهديداته لكنه في النهاية لم يمر ولم يحرق نفسه ووقف في الطابور مع بقية العربات الأمن يتحاور مع المعتصمات : أحد الضباط الأمنيين الذي كان حاضرا على عين المكان طلب من المعتصمات السماح لإحدى سيارات الإسعاف التي كانت تحمل على متنها بعض المرضى الذين يتم نقلهم من إحدى المصحات إلى مقرات سكناهم بعد إتمام عملية تصفية الدم وقد تمت الإستجابة لطلبه الحماية المدنية تنشط : البعض من النساء المعتصمات ولفرط ما جادت به قريحتهن من نداءات بأصوات مرتفعة إنهارت قواهن في النهاية وتم الإستنجاد بسيارات الحماية المدنية لنقلهن إلى المستشفى
الوالي يستجيب لشروط المعتصمات : رغم أن المعتصمات كنّ يرفضن فك الإعتصام إلا بعد قدوم الوالي والتفاوض معهن على عين المكان فإنهن في النهاية قبلن بالإنسحاب من مكانهن وفسح المجال لعودة حركة المرور إلى نشاطهن بإمر من أحد رجال الثورة الذي تحول إلى مقر الولاية صحبة رئيس منطقة الأمن وبعد مفاوضات عسيرة مثلما أكد لنا ذلك بنفسه توصل إلى حل مع السيد الوالي يقضي بتقديم مساعدات عينية بصفة فورية ل80 عائلة وتمكين 40 عائلة اخرى من الإنتفاع بموائد الإفطار في مطعم كلية العلوم بجرزونة و10 عائلات أخرى تنتفع بمساعدات مختلفة