دخلت مباراة المنتخب الوطني الودية أمام نظيره المالي، و التي انتهت البارحة بفوز كاسح لأبناء سامي الطرابلسي استقر على رباعية كاملة رد عليه الضيوف في مناسبتين , طي النسيان لكنها كشفت في الآن ذاته عن نقاط قوة تحسب للخط الأمامي للنسور الذين استعادوا نجاعتهم الهجومية على حساب رفاق موديبو مايقا بشكل صريح فيما لوحظ على أداء محور الدفاع ارتباكا واضحا و هشاشة نفسية غير مبررة أسقطت عناصرنا في ارتكاب المحظور في أكثر من مناسبة مما كلفها قبول هدفين بطريقة ساذجة . هجوم "النسور" في صحة جيدة لا يختلف اثنان حول العرض الهجومي الرائع الذي قدمته عناصرنا الوطنية أمام منتخب محترم الإمكانيات مما كفل لها زيارة شباكه في 4 مناسبات كادت أن تزيد , إذ برع سامي العلاقي محترف نادي ماينتز الألماني في قيادة الخط الأمامي لمنتخبنا بفعالية هجومية نموذجية أهلته لمعانقة شباك الخصم في مناسبتين لتتواصل هوايته في مخادعة حراس المرمى بعد أن عبد طريق الانتصار لناديه الألماني أمام باير ليفركوزن في مفتتح بطولة " البوندسليغا " مسجلا فيها أوّل أهدافه في الموسم الرياضي الجديد. كما نال عصام جمعة مهاجم اوكسار الفرنسي علامة الامتياز البارحة بنشاطه الكبير و تحركاته الخطيرة التي توجت جهوده بتحقيقه للهدف الرابع لمنتخبنا عندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة. هذا التحسن النوعي الذي شمل هجوم المنتخب الوطني أثلج صدور أنصاره و بعث ارتياحا كبيرا بقدرته على مباغتة أي خصم مهما علا شانه و رفع التحديات المستقبلية التي تنتظر رفاق شمام و لعل أبرزها المباراة المصيرية التي ستتنافس فيها عناصرنا مع المنتخب المالاوي في بلانتير بداية شهر سبتمبر القادم وذلك في إطار الجولة الخامسة لتصفيات كاس أمم إفريقيا الغابون و غينيا الاستوائية 2012 . محور الدفاع في حاجة إلى المراجعة انزعج الحضور الذين تابعوا مباراة منتخبنا أمام مالي البارحة في ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير و كل من شاهد هذا اللقاء على الشاشة الصغيرة من المردود الدفاعي المهزوز لثنائي المحور وليد الهيشري و عمار الجمل إضافة إلى الضعف الفادح الذي طبع أداء الحارس ايمن المثلوثي خصوصا و أن هدفي أبناء الفرنسي ألان جيراس جاءا عبر تسديدتين بعيدتيالمدى و هو ما يحمل حامي عرين النخبة الوطنية مسؤوليته الكبيرة في طريقة قبولهما التي بدت ساذجة للعيان. كما ساهم ثنائي الارتكاز الدفاعي حسين الراقد محترف البطولة التركية و عادل الشاذلي بتثاقلهما الكبير في وصول خطر هجوم رفاق الشيخ تيديان إلى مرمانا مما شرع أبواب معانقة شباك البلبولي على مصراعيها للخط الأمامي المالي. و عليه لا نشك أبدا في أن عناصرنا الوطنية قد تجاوزتها الأحداث في ود البارحة على المستوى الدفاعي الذي لاح مرتبكا و مفكك الخطوط وهو ما طرح نقاط استفهام عديدة حول قدرته على المحافظة على عذارة شباكنا في مباراة المالاوي القادمة التي سيكون عنوانها الأبرز : " الفوز و لا شيء غيره " لان رهانها وضع قدم راسخة على ارض الغابون و غينيا الاستوائية في 2012 . و حتى لا نغرق في التشاؤم حول قدرة نسورنا على التحليق في أجواء بلانتير مطلع شهر سبتمبر القادم , مازال متسع من الوقت حتى ينكب الإطار الفني للمنتخب الوطني بقيادة سامي الطرابلسي على مراجعة الاختيارات الدفاعية وتحسين قدرات الخط الخلفي قبل موعد المالاوي الوشيك و لا يتحقق ذلك إلا عبر تكثيف المجهودات على مختلف الأصعدة فنيا و بدنيا و تكتيكيا و التسلح بروح البذل و العطاء حتى تتيسر سبل النجاح لنسور قرطاج في المحافل الكروية الرسمية.