منذ سقوط امبراطورية وكالة الاتصال الخارجي وتحرر المؤسسات الاعلامية التونسية من قيودها العنكبوتية تسعى العديد من هذه المؤسسات بشقيها العام والخاص الى افتكاك مقعد ريادي ضمن المشهد الإعلامي خصوصا وأن جلها كان في ما مضى عبارة عن ابواق دعائية تمجد النظام البائد وتدعو لاستمراريته وديمومته إلى أجل غير معلوم مما افقدها شرعيتها ومصداقيتها لدى المتلقي الذي مازال يتححس إلى حد اللحظة حبر النظام السابق بين السطور رغم كل ما تبذله هذه الأخيرة لمحو تلك الصورة القاتمة التي ترسخت في الأذهان. كل هذه المساعي دفعت بالعديد إلى محاولة ضخ دماء جديدة تعيد بها الحياة إلى منابرها الإعلامية من خلال انتداب بعض الاسماء التي لمعت في السابق في محطات اعلامية مختلفة... إذاعة شمس آف آم الخاصة لم تحد عن القاعدة وسايرت بكية الركب وقد حاولت منذ زوال شمس المخلوع وانتهاء عهد ميثاق الأمان وضع قدم ضمن المشهد الإذاعي الخاص وقد نجحت نسبيا في تجاوز بدايتها الصعبة وبدأت تفرض نفسها كمولود إعلامي تزيد إشراقته يوما بعد يوم وقد ساهم توافد بعض الوجوه الإعلامية على مقرها في تلميع صورتها على غرار الزيجة مع نوفل الورتاني الذي كانت بداياته في "مونبليزير" داخل استوديوهات "موزاييك آف آم"... نوفل الورتاني ترك أحسن اثر عبر مروره في اذاعة "شمس اف آم" رغم ان تجربته ماتزال حديثة العهد لكن الورتاني يملك من الأسلحة الكافية ما يجعله قادرا على تسيد الأثير سواء أطل من "مونبليزير" أو من "البحيرة"... غير ان اقامة الورتاني قد لا تطول داخل استوديوهات "شمس اف آم" بما ان التسميات الاخيرة التي اقرتها الدولة لم تحمل ما يثلج صدر الورتاني فتسمية إلياس الغربي كمتصرف في مجلس إدارة الإذاعة قلب كل الموازين لفائدة هذا الاخير وجعل الورتاني وبعض الصحفيين مجبرين على اقتفاء اثر الغربي والامتثال لاوامره وتوجيهاته وهذا ما لا يقبله نوفل الورتاني الذي كان في السابق الفاتق الناطق في اذاعة "موزاييك" بوجود الياس الغربي نفسه... مصادر مطلعة على كواليس "شمس آف آم" اكدت ان نوفل الورتاني يفكر جديا في الانسحاب والابتعاد نهائيا خصوصا وانه يعد حاليا لمشروعه الخاص في الوقت الذي يجد فيه مساندة من بعض الصحفيين العاملين في الاذاعة الذين أعلموا الياس الغربي بان الورتاني ملهمهم وقائدهم الروحي... نسمات حرب الزعامة التي هبت مؤخرا على إذاعة "شمس آف آم" طالت مسامع نور الدين بوطار الذي يسعى جاهدا منذ فترة الى استعادة نجمه الاول لكنه اصطدم برفض قاطع بما ان الورتاني وحسب ما اسر لبعض مقربيه يرفض حتى مجرد التفكير في العودة الى "موزاييك" لانه لم ولن ينس سبب خلافه مع بوطار وما قاله هذا الاخير في حقه ذات يوم... نوفل الورتاني لم يعد يرضى بغير أدوار البطولة واقتحامه لعالم الكاميرا زاد في ترفيع اسهمه تماما كما هو الحال بالنسبة لالياس الغربي لذلك يبدو تواجدهما سوية ضمن نفس المكان غير ممكن حاليا لان ثقلهما الاعلامي لا يسمح لتجاورهما مطلقا...