"... سنعمل على نشر ثقافة اللعبة الشعبية الأولى في العالم، لتصل إلى أدغال إفريقيا ...، سنقاتل معا من أجل أن تكون القارة السمراء موطنا جديدا لكرة القدم ...سنعمل على إرساء مبادئ وقيم التسامح والعدل والمساواة في مجال الرياضة في القارة ..." 23 سنة !!!بالتمام والكمال مرت على هذه الكلمات ، شعارات فضفاضة ، كلمات منمقة تذكر بذلك الخطاب السياسي النوفمبري الذي عشنا على وقعه طيلة 23 سنة هنا في تونس ... !! في أوت 1987 صعد إبن "غاروا" تلك المدينة الفقيرة في شمال الكاميرون "عيسى حياتو" كخامس رئيس للإتحاد الإفريقي لكرة القدم وظن الجميع أنه "صانع التغيير" في خارطة الكرة الإفريقية وإتخذ من الشعارات المنمقة الكثير إلى حد خير لنا اننا أمام خطاب من خطابات "المخلوع" وكأنه يستلهم منها ما يتماشى مع حساباته الشخصية الضيقة ! وخدمة مصلحة بعض الأطراف الأخرى . 23 سنة مرت وأستاذ التربية البدنية مازال قابعا في مملكته الخاصة يمارس "جبروته" و"طغيانه" اللامتناهي ضد أنديتنا وينتهك حرماتها ضاربا بعرض الحائط كل تشكيات وتذمرات ونداءات استغاثة مسؤولينا.... نسي أو تناسى عاقبة إصراره على إستهداف "التوانسة" كما كان الحال مع "المخلوع" ...ربع قرن مر و "حياتو" يمارس كل أساليب التجني والإقصاء والتهميش ويعمل على الإطاحة بكل ناد تونسي رأى فيه رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم بوادر إقترابه من التتويجات والامثلة على ذلك عديدة بدءا من النادي الإفريقي إلى النجم الساحلي (الدور النهائي لكأس الإتحاد الإفريقي أمام شبيبة القبائل وخلال لقاء نهائي كأس رابطة الأبطال الذي جمعه بإينيمبا النجيري سنة 2006 ) إلى النادي الصفاقسي وصولا إلى الترجي (نهائي رابطة الأبطال سنة 2000 أمام قلوب الصنوبر الغاني ونهائي النسخة الفارطة من نفس المسابقة أمام مازمبي الكونغولي) ... كل هذه الأحداث مرت مرور الكرام على "حياتو" وكأنه شاهد لم يرى من غير هذا العصر ، تتالى السنوات و"حياتو" لم يغير من سياسته العدائية ، وكأن نجاح الأندية التونسية في المحافل الإقليمية يمثل له "كابوسا مزعجا" فتراه مسرعا في المصادقة على العقوبات وآخرها ماجدت به قريحته عندما أقر عقوبة ب 10 آلاف دولار على المنتخب الوطني بتعلة سوء سلوك الجمهور التونسي خلال لقاء المنتخب بنظيره التشادي !!!! لسائل أن يسأل ماذا حصل ؟ ماهو الذنب الذي اقترفته الجماهير ؟؟؟ نترك المنتخب جانبا ونعود إلى الأندية التي كانت الويلات سبب قرارات الكن فدرالية الإفريقية وعلى رأسها " حياتو" ماحدث في لقاء النادي الإفريقي بكادونا النيجيري يقيم الحجة والبرهان على استهداف "الرئيس" لكل من يحاول التعبير عن تذمره من أخطاء تحكيمية قاتلة كلفت الإفريقي غاليا ( فوزي البنزرتي ) الترجي بدوره شكل "الدابة السوداء" للمارد الكاميروني وكم هي عديدة شطحات الإتحاد الإفريقي مع الفريق وسأكتفي بذكر سيء الذكر الحكم " كوكو" وما فعله في نهائي الموسم الفارط في كاس رابطة الأبطال وكانت تلك بمثابة " القطرة " التي أفاضت قلوب التونسيين والترجيين بالخصوص ليطل عليهم عيسى حياتو من خلال برنامج الأحد الرياضي ويدعو جماهير الفريق إلى ضبط النفس وليؤكد أن الحكم سيحال على مجلس التأديب لكن ماراعهم إلا وتقرير مراقب اللقاء يمنح 9 على 10 لكوكو وهو مازاد في تصدع العلاقة بين أنديتنا والمذكور حياتو الذي إستغل أيضا ماحصل أثناء توزيع الميداليات في لقاء العودة برادس أحسن إستغلال ووظفه أحسن مايكون لمزيد تسليط جبروته في تحد واضح لمشاعر جماهير الأندية ومسؤوليها ..... السؤال الذي يطرح نفسه بشدة إلى متى ستتواصل مهازل عيسى حياتو مع الريا ضة التونسية ؟؟؟ والأهم من ذلك ألم يحن الوقت ليغادر الكاميروني بعد ان شارفت شمسه على المغيب ام انه ينتظر هبوب نسمات ثورة رياضية تقتلعه من جذوره هو ومن معه.