انطلقت أمس الحملة الانتخابية بسيدي بوزيد للمجلس الوطني التأسيسي وذلك بفضاء مسرح الهواء الطلق الذي غصت مدارجه بالأعداد الغفيرة من جميع الفئات التي واكبت هذا الحدث الهام إلى جانب قدوم العديد من الضيوف الذين يمثلون حركة النهضة بأغلب ولايات الجمهورية إلى جانب الحضور اللافت للعنصر النسائي. انطلقت الحملة بتلاوة ما تيسر من الذكر الحكيم من قبل شاب من حركة النهضة قبل أن يفق الجميع للاستماع إلى النشيد الوطني الرسمي ثم فسح المجال لمداخلة السيد عمر أولاد أحمد الملقب ب(عمر ثورة) فارتجل قصيدة شعرية تتغنى بالثورة ومحاسنها أما السيد الوردي الحامدي الكاتب العام الجهوي فقد قدم نبذة تاريخية عن نضال وكفاح أبناء سيدي بوزيد التي شهدت منطلق كل الثورات في تاريخ تونس ثم قدم للحضور القائمات الوافدة من داخل الجمهورية وكشف عن أسماء قائمة الحركة بسيدي بوزيد ثم تناول السيد الطاهر التليلي رئيس قائمة بسيدي بوزيد لحركة الكلمة ليصف الاحتفال بالتاريخي لأنه يعد الأول من نوعه في تاريخ الجهة التي ظلت مهمشة على امتداد عقود طويلة . وخلال كلمته أشار الشيخ راشد الغنوشي إلى قدرة تونس على إنارة الظلمات والوقوف في وجه الظلم والاستبداد حيث لا قيمة للحياة دون حرية و كرامة. وبين أن نظام المخلوع أهان الإنسان التونسي واتخذ الشباب "لعبة" غير أن الشعب التونسي كان فطنا وأكد أن الثورة حققت إلى حد الآن أقل من نصف الأهداف فالقضاء مازال غير مستقل والنظام التعليمي مازال يعيش أزمة حقيقية في المستوى والأدوات بالرغم من أن التعليم هو المنطلق لكل شعب لذلك تريد النهضة الاستثمار فيه. ونبه أن النهضة ليست ناطقا رسميا باسم الإسلام وليس هناك وصيا على الناس والإسلام وأكد أن حركة النهضة تراهن على حكومة ائتلاف وطني لتشارك فيها جميع الأحزاب لأن التحديات الراهنة لا يمكن أن ينهض بها حزب واحد فالحاجة أكيدة لإعادة الاعتبار لعالم القيم لأنها ضربت مع عهد المخلوع.