قيل في السنوات الفارطة انه حين يخرج مايكل عن الترجي الرياضي سيفقد فريق باب سويقة كل قوته وسيصبح فريقا عاديا لا يمكنه الوصول إلى الأدوار المتقدمة قاريا ... وخرج مايكل ولم يتأثر الترجي الرياضي ولم يتراجع قيد أنملة بل إن الناحية الجماعية الهجومية تحسنت بعدما كان التركيز في الخط الأمامي منحصر على لاعب واحد... مايكل كان الركيزة رقم واحد في الفريق خلال عدة سنوات لكن الترجي الرياضي يضم في صفوفه كذلك ركائز أخرى لها قيمتها في المجموعة مثل الدراجي والمساكني وتراوي وشمام والقربي وبانانا والهيشري وكذلك الحارس بن شريفية... أسماء " كبيرة " دون شك ولها أهمية في التشكيلة الترجية وتعطي الإنطباع أنه لا يمكن ولا يجوز بل ويصعب على الورق تعويض أي منها ... أجل هكذا يبدو على الورق ومن خلال استعراض الأسماء لكن حقيقة الميدان أظهرت عكس ذلك وأكدت أن الترجي الرياضي الذي لم يقف على أي لاعب في السابق بمن فيهم المدرب الحالي نبيل معلول لا يقف أبدا على أي لاعب ولا يتأثر بأي غياب مهما كان نوعه وهذه هي القاعدة التي رسختها المغامرة الإفريقية الحالية التي سجلت غياب جل الركائز وفي مقابلات هامة ولم يتراجع آداء الأحمر والأصفر ولم تتراجع نتائجه بل إن الفريق تألق ونجح وتميّز كلما شهد بعض الغيابات الهامة وهنا تكمن قوة الترجي الرياضي... غاب كل من بانانا وبن منصور والمساكني والقربي ضد الأهلي في تونس وانتصر الترجي الرياضي وقدم شوطا أول من طراز رفيع جدا... ثم ضد المنافس المباشر في المجموعة في دور المجموعات الوداد البيضاوي لم يتمكن معلول من اللعب بتشكيلته الأساسية المثالية لا ذهابا وإيابا وتواصلت الغيابات ضد المولدية وكذلك ضد الأهلي في القاهرة ولو لاختيارات فنية لكن الفريق لم يتراجع ولم تقف مسيرته ليأتي التأكيد بعد ذلك في أم درمان حيث حقق الترجي الرياضي أول فوز له على الأراضي السودانية دون أسامة الدراجي ومجدي تراوي وكذلك كوليبالي الذي يمثل إحدى نقاط قوة الفريق الدفاعية... إذن فإن الترجي الرياضي أضحى لا يتأثر بغياب أي لاعب ويملك الحلول الكفيلة لتعويض أي كان وهي وضعية يجب أن يفهمها اللاعبون مليا ليدركوا بالتالي حجم الفريق الذي ينتمون إليه والذي لا يتعدى أي إسم على مصلحته وهذه أبرز نقطة قوة لدى ممثل كرة القدم التونسية حاليا وخاصة خلال مسيرته القارية الموفقة إلى حد الآن والتي نتمنى أن تنتهي بالتتويج.