يومان فقط قبل انطلاق التربص التحضيري بمدينة سوسة بدأت معالم التغييرات التي سيدخلها الاطار الفني بقيادة خالد بن ساسي تتشكل سواء في ما يتعلق بالرصيد البشري وعملية الغربلة أو في ما يخص الخيارات التكتيكية وقد كانت المباراة الودية مع مستقبل قابس عشية اليوم فرصة سانحة للدفع في اتجاه توضيح الرؤية من هذه النواحي تحديدا . المباراة انتهت بفوز النجم بأربعة أهداف جاءت عن طريق اللطيفي وبالأكحل ولحمر وأوسانغا ولم يتعد المستوى خلالها درجة المتوسط ان لم نقل أنه أقل من ذلك فعلا مع العلم بأن عادل الشاذلي المتمع برخصة الى حدود اليوم الاربعاء لم يصل الى مدينة سوسة. الغسيل في المباشر حالة مزرية جدا وصل اليها الحوار بين مسؤولي النجم فالاستضافة التي حظي بها الرئيس السابق حامد كمون في برنامج "كارت سور تابل " تحولت الى تراشق بالاتهامات بين الضيف وأمين مال الفريق فؤاد قاسم حيث تحدث هذا الأخير عن أجور متخلدة تركتها الهيئة المتخلية في بعض الفروع ورد كمون بتكذيب ما ورد على لسان المتدخل وفي الأثناء دخل رئيس النادي حافظ حميد على الخط ليؤكد على أن الهيئة الجديدة تسلمت مهامها في ظروف صعبة حيث لم يتحصل اللاعبون على أجور ثلاثة أشهر مؤكدا وجود عجز كبير في الميزانية ورثته التشكيلة الادارية الجديدة عن نظيرتها السابقة ومرتبات لم يتم خلاصها في كل الفروع اضافة الى المطالب المتراكمة الصادرة عن بعض المزودين . حميد طالب كمون في المباشر بالمشاركة في الهيئة العليا والتبرع ب50 مليونا ونسي حميد أن الرؤساء القدامى غير ملزمين بدفع هذا المبلغ والحقيقة أن تدخلات رئيس النجم أصبحت مثار استغراب وانتقادات لاذعة فالرجل سقط في مطبات كثيرة من بينها ذلك المرتبط بعلاقته مع رئيس اللجنة الرياضية المنسحب شكري العميري حيث شكره في بلاغ رسمي وذمه في تصريح تلفزيوني وقد تناهى الى علمنا أنه ندم على طريقة تصرفه مع العميري لكن هذا الندم بقي في اطار الكلام ولم يتحول الى مبادرة ملموسة لرأب الصدع . حميد اكتشف "هول التسيير في فريق كبير مثل النجم حيث تحدث عن مصاريف شهرية تناهز 500 ألف دينار وهو رقم أقل في الواقع من الذي كان ينفقه الفريق خلال فترة الرئيس السابق معز ادريس ومع ذلك حافظ النجم على توازناته المالية ووفر فائضا بمليارين لهيئة حامد كمون لما تسلمت المشعل . نقص الخبرة في التسيير وعدم المام الفريق الاداري الجديد بحجم الفريق الذي يشرف عليه يفسر في الواقع هذا التخبط وهذه الشكوى التي لا تكاد أن تنتهي وكان من الأجدى لو أن أعضاء مجموعة حميد راجعوا حساباتهم جيدا قبل المغامرة بالترشح الى قيادة النادي . عموما ورغم ما ذكرناه فان ما يحسب للرئيس الجديد أنه لم يتردد في خلاص أجور اللاعبين من ماله الخاص درءا لعديد المشاكل التي لم يتعود عليها الفريق لكن هذا الدعم الشخصي يظل غير كاف ولا بد من البحث عن طرق أخرى للتمويل وضمان موارد قارة للجمعية عبر الاستشهار وغيره .