خطير ...بل خطير جدا ما نطق به الرئيس السابق للنجم حامد كمون تجاه الرئيس الحالي حافظ حميد ...خطير لأنه رسم سقفا جديدا للتراشق بين "رموز" النجم الساحلي وادخل الفريق فعليا في أتون معركة لن تنتهي . حميد وصمة عار ...حميد دخيل ولاعلاقة له بالرياضة ...عليه بأن يرحل فورا ...لو قيل هذا الكلام في حامد كمون نفسه لأغمي عليه فكيف يسمح من هو منطقيا في موقع أحد "الحكماء" لنفسه بأن يخرج عن دائرة الحكمة لينزلق الى منطق الضعفاء بقطع النظر عن التقييم المنطقي لأداء الرئيس المنتخب الذي اتسم بالضعف والتذبذب الى حد الآن . لم يكذب حافظ حميد قطعا وهو يتحدث عن التركة الثقيلة التي تركتها الهيئة السابقة لكنه وللأسف الشديد لم يقل الحقيقة لجمهور النجم الساحلي عندما أطلق الكثير من الوعود البراقة المفرغة من أي مضمون فالحديث عن توأمة مع برشلونة وانتداب لاعبين من الطراز الرفيع لا يمكن أن يخرج عن سياق الأمنيات في فريق يصارع من أجل توفير مرتبات لاعبي كرة القدم ويعجز عن توفير مرتبات اليد والسلة والكرة الطائرة ... !!فريق يعيش يوما بيوم بعد أن كان مضرب الأمثال في الادارة المالية السليمة والتصرف الرشيد . بضاعتكم ردت اليكم من غرائب الأقدار أن يتهم حامد كمون الرئيس الحالي باستعمال ميليشيا خاصة لفرض سلطانه على الفريق فالوجوه ذاتها التي تتحرك حاليا لحماية حافظ حميد هي التي كانت اليد الطولى لحامد كمون وجماعته واذا كان حميد قد تطاول على رموز النادي فان كمون لما جلس على كرسي المسؤولية لم يكن أفضل أداء وتعاملا مع هؤلاء الرموز ولم يخرج عن تأثير مراكز النفوذ المحيطة بالفريق الا عندما اقترب موعد مغادرته بل ان أحباء النجم سمعوا في الدكتور حامد القروي ما لم يسمعوه في سليم شيبوب ! . هيئة كمون لم تخل بدورها من "فيروس" الخلافات والتقسيمات التي وضعت البعض في شق الموالين والبعض الاخر في شق المعارضين ولعل الجميع يتذكر الطريقة التي خرج بها شكري العميري وسليم الدرويش ومرافق الأكابر نجيب عمارة والذين عادوا بعد ذلك وكأن شيئا لم يكن ...التاريخ يحتفظ أيضا بتفاصيل المعركة الاعلامية بين كمون وماهر القروي ...وبالتطاوس على الصحافة والصحفيين بطريقة فظة كادت تؤول الى ساحات القضاء ...للتاريخ أيضا هيئة كمون هي التي أثقلت كاهل النجم بانتدابات "ثقيلة" فعلا بما ترتب عليها من التزامات مالية تجاه لاعبين بعضهم لم يقدم ربع المطلوب منه لتبقى نتائج بعض الفروع وخصوصا كرة اليد والسلة وبدرجة أقل الكرة الطائرة النقطة المضيئة في مسيرة هذه الهيئة . قل خيرا أو اصمت رغم كل الماخذ التي يمكن أن تساق على ما صرح به كمون تجاه الرئيس الحالي فان هذا الأخير وفر الحجة لمعارضيه للهجوم عنها فقد أطلق العديد من التصريحات التي لا تنسجم مع واجب التحفظ المطلوب ممن هو في مثل موقعه وقال كلاما غير "مقبول" في راضي بن علي وقبله في شكري العميري لما انسحب والكل يذكر التصريحات النارية ليلا في حنبعل والكلام المعسول في الموقع الرسمي حول الشخص نفسه كما هاجم جلال كريفة وألمح الى انجازات الرؤساء السابقين وأعطى صلاحيات واسعة لزبير بية ثم تراجع وانتظر الوقت المناسب ل"تحجيم " هذه الصلاحيات الى أن سقط بية بعد أن فهم بأنه غير مرغوب فيه . الرئيس الحالي لم يحترم أيضا مهام أعضاده ناهيك وانه أصبح الناطق الرسمي تقريبا عوضا عن أمين موقو المعين في هذه الخطة والذي لم يسمع له صوت الا في ما ندر . ضريبة الديمقراطية عدة أطراف لم تهضم حتى الان انتخاب رئيس للنجم بطريقة ديمقراطية وخروج مقاليد الفريق من الحلقة الضيقة التي اعتبرت نفسها الوريثة الشرعية للفريق الأول في الساحل التونسي ...هذه الأطراف هي نفسها التي شنت حربا شعواء على هيئة معز ادريس وأخرجت الفريق من سكة الاشعاع العالمي والانجازات التاريخية لتجبرها على الاستقالة ارضاء للغرور الشخصي ... في الظروف الحالية يتذكر السواد الأعظم من أحباء النجم فترة رئاسة معز ادريس ...الرباعية ...رابطة الأبطال ....ملحمة اليابان ...زحمة النجوم الذين عج بهم النجم من الشيخاوي الى الشرميطي وصولا الى ناري وأوغومبي والجمل والفالحي ونفخة في أزهي أيامه ...يتذكرون بلا شك ال14 مليارا أو يزيد....يتذكرون مسلسل السب والاهانة التي لحقت ادريس وهيئته في أولمبي سوسة وجوقة الأعلام الزرقاء ...لكن هل ينفع الندم على أخطاء الماضي التي خلخلت بنيان الفريق وأدت به الى الانقسامات والصراعات الراهنة وهل استفاد البعض من دروس التاريخ القريب وهل بالامكان فعلا التدارك وتقريب وجهات النظر بين "الاخوة الأعداء"؟ في كل الأحوال تداعيات الساعات الأخيرة ثبتت عزلة الرئيس الحالي حافظ حميد الذي أضحى وحيدا في مواجهة مجموعة قوية ستتحرك من وراء الستار للاطاحة به وما يجعل صموده صعبا حقا هو هشاشة ادارته وصعوبة الوضع المالي . ما لم يتجاوز حافظ حميد اشكالات "المال" في أسرع وقت فان استمراريته ستصبح على المحك فعلا ولن يكون قادرا على ادارة المواجهة مع معارضيه والى أن تتضح الصورة في قادم الأيام فان الثابت أيضا أن مباراة الغد ضد نادي حمام الأنف ستكون بدورها نقطة فاصلة في العلاقة مع الجمهور فالانتصار قد يحشد دعما أكبر للهيئة الحالية أما اذا حدث العكس فان المتاعب الحقيقية ستبدأ من ملعب رادس.