ارتفعت وتيرة و نسق الحملة الانتخابية في ولاية القيروان والتي دخلت يومها الثاني عشر بعد انطلاقة بطيئة و محتشمة, ومعها توافدت أعداد كبيرة من المواطنين للاطلاع على القوائم المترشحة و برامجها المعلقة بالاماكن المخصصة لذلك. و قد رافق هذا "التصعيد " تقدم كبير للحملة الانتخابية في كامل أرجاء الجهة من طرف كل الأحزاب المترشحة للمجلس التأسيسي التي جابت كل المعتمديات و أريافها. و ابانت الدعاية عن حراك سياسي رغم الجمود التنموي فكل حزب له طريقته في الدعاية, حيث اختار حزب الاتحاد الوطني الحر التحرك في الأماكن الحساسة التي يرتادها المواطنون و محاورتهم عن قرب مثل حملات التنظيف في الحدائق و عيادة المرضى في المستشفيات و التخفيف عنهم و إهدائهم بعض الهدايا في انتظار لقاء جماهيري ضخم وعدت به قائمة "توة" في الأيام القادمة بما آن هدف الحزب يحمل مشروعا اقتصاديا واضحا للبلاد. وقال المنسق الجهوي علي الرمضاني أن عديد الكفاءات التي انخرطت في الحزب أعدت برنامجا متكاملا شاملا مستظهرا بكتاب احمر وقال "نحن لا نريد الكثير من الحديث بل المطلوب هو العمل تحت شعار "توة". حركة الوطنيين الديمقراطيين وضعت برنامجا موسعا لحملتها يشمل مختلف المعتمديات و المناطق الريفية التي تعول القائمة على كسب اصواتها , وتتمثل أنشطة القائمة في توزيع البيان الانتخابي ومناقشته مع المواطنين ثم إطلاق عملية تعليق القائمات وتوزيع المطويات إلى جانب عقد لقاءات مع المواطنين حول الدستور وشرح تصور الحركة. قائمة النهضة التي يراسها محمود قويعة من جهتها أعدت برمجة دقيقة لحملتها و تتضمن تحركاتها جميع المستويات وكثفت جولاتها و زياراتها الميدانية إلى مختلف معتمديات القيروان. كما قامت بجولات وسط الأحياء والأسواق الأسبوعية من اجل محاورة المواطنين وتعريفهم بأهداف القائمة. بدورها قائمة حزب العمل التونسي التي يرأسها الأستاذ عادل الحامدي أقامت عدة أنشطة متنوعة ساهمت في حراك سياسي ثري لعل أبرزها اللقاء الضخم في إحدى قاعات الأفراح و الذي جمع جمهورا غفيرا بحضور رئيس الحزب البدوي .القائمة الشعبية المستقلة برئاسة الممثل حمادي الوهايبي قامت بعدة أنشطة للتعريف بالقائمة المترشحة تحت شعار"اللي تعرفو خير من اللي ما تعرفوش " إلى جانب حوارات يومية لمناقشة البرامج. من جهة ثانية تحولت المنافسة بين القائمات من وسط مدينة القيروان إلى الأرياف. وسواء كانت المعتمديات التي يترأس أبناؤها قائمات مترشحة أو تلك التي يترشح بعض أبنائها كأعضاء، فإنها أصبحت حلبة الصراع على كسب الأصوات بامتياز اعتمادا على الثقل الديمغرافي الذي تمثله مقارنة بالمدينة وقد نجحت بعض القائمات في إقناع أبناء الأرياف بعدة امتيازات مثل السكن والعلاج المجاني والمنح الاجتماعية وخاصة التشغيل ( إحدى القوائم وعدت بتشغيل 500الف من أصحاب الشهائد العليا) . غير أن بعض الاجتماعات شهدت أيضا و من حين لآخر بعض الاضطرابات و الاحتجاجات و العنف و تمزيق المعلقات والقائمات دون تمييز تحت عبارات "أنت تعلق وأنا نقطع" وهو ما جعل عملية تعليق القائمات تشهد بطئا شديدا . في الختام فان عديد القائمات تعمل بكل جهد قصد الحصول على الأصوات مرتكزة أساسا على "سمعة" المترشحين من خلال صورهم مثل "الوفاء" "حركة الشعب التقدمية الوحدوية" و قائمة " المستقلون" و قائمة "التغيير والإصلاح" المستقلة ثم قائمة الإصلاح والكرامة.