رغم الدرس العظيم الذي لقنته تونس بدماء شهدائها الأبرار وعزيمة رجالها ونسائها الأشاوس للعالم والذين أكدوا ان حب الوطن ورفرفة العلم وحدهما الدافع لإنهاء مرحلة الظلام والانهيار ووضع حد قاطع للقناعات اليائسة والمستسلمة فان بعض السياسيين في بلادنا لم يستوعبوا هذا الدرس وبان بالكاشف في الحملة الانتخابية ومن خلال بعض المظاهر المخزية التي لا تسيء لعلم تونس و للوطنية الصادقة بقدر ما تعود عليهم سلبا على اعتبار ذكاء التونسي الخارق الذي يساعده على التفريق بين الوطني الحق والانتهازي الباحث عن فرصة احتلال كرسي وقضاء مصالح شخصية... بعض الأحزاب ولنقل اغلبها غاب عن مقراتها الخاصة واجتماعاتها الشعبية علم تونس بل حضرت أعلامها الخاصة بها كانها اوجدت لنفسها مقاطعات خاصة لها علمها الخاص وقوانينها الخاصة بل حتى النشيد الوطني غاب عن الكثيرين الافتتاح أو الاختتام به فابتدع كل طريقته ونظامه الخاص لتنتاب التونسي- الذي لم يفهم هؤلاء بعد انه لم يعد غبيا- هواجس حول مصير تونس والتونسيين بين أيدي هؤلاء . ذلك العلم ,وذلك النشيد الوطني, تلك الشعارات المميزة لتونس و رمز استقلالها و سيادتها لم يفهم هؤلاء بعد ان وطنيتهم تبدأ من احترامهم لها وان احترام الشعب لهم يقاس بها وان غياب ذلك الاحترام يجعلهم موضع حرج لن تنقذهم منه نتائج صناديق الاقتراع ولا المناصب ولا الكراسي لان العلم والنشيد والوطنية هي التي ستثير غيرة الشعب البسيط ليعيد توزيع الاوراق من جديد ويقلب الموازين وليؤكد لهؤلاء السياسيين انه " لو دامت لغيرهم ما وصلت إليهم" !