مبعوثنا الخاص- شادي الورداني يعتبر محمود عبد العزيز من أبرز نجوم السينما المصرية فقد بدأت مسيرته في بداية السبعينات بمسلسل "الدوامة" لنور الدمرداش و فيلم "الحفيد" سنة 1974 ثم "آخر العمر" سنة 1975 الذي قام فيه بدور البطولة . بلغ عدد أفلام محمود عبد العزيز نحو 85 فيلما من أبرزها شفيقة ومتولي والبريء لعاطف الطيب والعار وإعدام ميت والجوع لعلي بدرخان رفقة السندريلا سعاد حسني و"الكيت كات" والكيف والساحر آخر أفلام المخرج رضوان الكاشف و"ليلة البيبي دول" وإبراهيم الأبيض . اما اشهر ادواره التلفزية فهو رافت الهجان في المسلسل الحامل لنفس الإسم . ولأنه سبقت لنا محاورة محمود عبد العزيز قبل ثلاث سنوات في مهرجان كان بمناسبة عرض فيلم إبراهيم الأبيض دون ضوضاء أو حصار من المرافقين أمام قاعة السينما التي ستحتضن العرض في شارع "الأنتيب" على ضفاف الريفيرا فقد إستغربنا الجلبة التي أصر بعض المتطفلين - ولا أجد وصفا آخر أنسب- على إحداثها حول محمود عبد العزيز فقد كان الإتفاق واضحا مع المنسقة الصحفية الرائعة زينة توتنجي على موعد ملاقاة محمود عبد العزيز ولكن أحد المنتحلين لصفة صحفي – من معارف النجم المصري-كان بمثابة جدار الصد أمامنا، كما أن زوجة محمود عبد العزيز ، بوسي شلبي- وهي مقدمة تلفزيونية في الهزيع الأخير من صلوحيتها التلفزية- كانت تذكر دون كلل أو ملل بأن النجم لا يتحدث في السياسة ولا يجيب عن اي سؤال خارج إطار المهرجان وغيرها من الوصايا....وأغربها أنه يتحدث واقفا أي دون جلوس ربحا للوقت ثم تعقب بقولها "أنا لا أتدخل في شغله ولست مديرة أعماله" ! حين قلت له"نحن من تونس" لم يخف سعادته قائلا أمام الحاضرين "يا سلام ، يعيشك نحبكم برشة وتونس فخر للعرب ولي ذكريات رائعة في بلدكم ". وعلى الرغم من الحصار والتذكير بالمستمر بضرورة إنهاء الحوار فقد أبدى محمود عبد العزيز رحابة صدر عالية وتواضعا يليق بالكبار في حوار شهده كبير مبرمجي السينما العربية في مهرجان أبو ظبي صديق تونس العراقي إنتشال التميمي ....
*يعرض فيلم" الجوع " – إخراج علي بدرخان- في إطار تكريم نجيب محفوظ فما الذي يميز هذا الفيلم عن غيره من الأفلام المقتبسة عن رواية "الحرافيش" ليحافظ على تألقه؟
أعتقد أن منطلق الحب في إنجاز هذا الفيلم وأفلام كثيرة مقتبسة عن الحرافيش كانت علامات فارقة في السينما العربية ...لا تنس وجود سعاد حسني رحمها الله والأستاذ عبد العزيز مخيون ويسرى وكان لي الشرف بأن أؤدي شخصية "الناجي" فأنا طول عمري منبهر بأدب محفوظ و بإحساسه بالأسرة المصرية والعربية وقد صرفت على الفيلم ميزانية ضخمة بمقاييس تلك الأيام قبل ربع قرن ...أعتقد أن هذه هي عوامل النجاح إضافة إلى عبقرية أدب محفوظ . *يعرض الفيلم في ظرفية سياسية عربية إستثنائية تشهد ثورات على أنظمة مزمنة وكأن فيلم "الجوع" أنجز خصيصا لهذه الأيام؟
تلك عبقرية نجيب محفوظ وقدرته على إستشراف المستقبل... فهو من جنس المثقف الذي ينبه إلى الإنزلاقات ولكن في بلداننا لا أحد يهتم ...ذلك هو المثقف والفنان وليس صدفة أن يكون محفوظ حائزا على نوبل . *هل تؤكد خبر عودتك إلى السينما بفيلم "بابا مصاحب" مع ميرفت أمين؟ العودة أكيدة إن شاء الله ولكن ليس بالضرورة بهذا الفيلم ربما تكون بفيلم آخر "إسمه غريب شوية" لا يمكنني البوح به الآن. ولكن المؤكد أني سأكون حاضرا في رمضان القادم بمسلسل "باب الخلق " تاليف محمد سليمان وإخراج عادل اديب *هل وجود إبنك الأكبر محمد في إنتاج المسلسل عامل مطمئن لعودتك بعد غياب طويل منذ مسلسل محمود المصري؟ هذا سؤال خبيث... دائما هناك نظرة ظالمة لأبناء الفنانين... لو كان وجود إبني سيضرني فلن يكون معي وإن كان قادرا على الإضافة فلماذا لا أساعده؟ "كل واحد بيساعد ولادو" وأنا مثلا كنت رافضا أن يمثل معي إبني تجنبا لمثل هذه التأويلات وحتى أجنبه الأحكام المسبقة التي قد تظلم موهبته . ومحمد مع أصدقاء له لهم شركة مجموعة فنون مصر فلماذا نوصد أمامهم الباب للعمل ماداموا قادرين على ذلك... !؟ *ماذا تقول للجمهور التونسي؟ ربنا يحفظ تونس التي أعشقها وأرجو أن تنجحوا في بناء حياة ديمقراطية دون "بن علي" أو "بن حسن" .... ! *عشت ثورة الضباط الأحرار سنة 1952 وأنت صغير السن وها إنك تشهد ثورة جانفي 2011 فما هو الفرق بينهما؟ هذه ثورة عجيبة لعل ابلغ من عبر عنها ذلك الشيخ التونسي صاحب المقهى بقوله" لقد فعل هؤلاء الشباب ما عجزنا عن فعله نحن... لقد هرمنا هرمنا في إنتظار هذه اللحظة التاريخية "...هي ثورة بعد أن فاض الكيل وأنا فخور بإنتمائي إلى شعب حي يرفض الظلم وإن طال أمده.