وسط حضور شعبي وشبابي ضخم اشرف ظهر اليوم الجمعة بسوسة السيد كمال مرجان رئيس حزب المبادرة على اختتام الحملة الانتخابية لقائمات " النسر" ... وقد كان حفل الاختتام مناسبة مهمة توجه فيها رئيس الحزب السيد كمال مرجان بكلمة الى مناضلي ومناضلات الحزب حيّا من خلالها المجهودات التي بذلوها طيلة ايام الحملة داخل المدن والأرياف في كامل ربوع الجمهورية رافعين شعار لنبادر حبا لتونس مثنيا على كل من ساهم في تنشيط الحملة الانتخابية لحزب المبادرة، شاكرا في ذات السياق الاستقبال الحار والترحيب من طرف المواطنين رغم دقة الظرف الذي تمر به البلاد ومتمنيا ان تحظى قائمات المبادرة بالدعم والتأيد الشعبي... هذا وأكد في كلمته على ان حزب المبادرة هو مشروع سياسي ولد من رحم الثورة حتى يكون مبادرة فعالة للقطع مع براثن الماضي ومخلفات الاستبداد وخط صفحة جديدة في تاريخ تونس والمساهمة في الآن ذاته في صياغة دستور للبلاد يكون اطارا مكرسا لحياة مبنية على حقوق المواطنة والمساواة بين جميع المواطنين ...وقد شدد على ان هذا لن يتحقق الا في حالة اقترانه بعقد اجتماعي واقتصادي تضامني يكفل العيش الكريم لمختلف التونسيين على حد السواء... ويدعو إلى إرساء منظومة تعليمية وصحية وبيئية محدثة تتماش ومتطلبات العصر... وقد تطرق السيد كمال مرجان رئيس حزب المبادرة خلال الكلمة التي ألقاها الى البرنامج السياسي والانتخابي لحزب المبارة والذي يقوم اساسا على المحافظة على استقلال البلاد والمحافظة على هويتها العربية الاسلامية الضاربة في القدم مع ضرورة تكريس مبدأ السيادة للشعب في ظل نظام جمهوري رئاسي يفصل بين السلط الثلاث التشريعية والقضائية والتنفذية حتى يكون هناك توازن بين نفوذ الحكومة والبرلمان ...وايلاء العناية القصوى للعدالة والقضاء اللذين يعتبران من اساس العمران والمحافظة على استقلالهما ويتجسم ذلك من خلال مجلس اعلى للقضاء يكون منتخب ومحكمة دستورية مختصة في الاحكام الدستورية ...ومزيد الارتقاء بدور المرأة في المجتمع ومكانتها داخله من خلال المحافظة على مجلة الاحوال الشخصية وتدعيمها بما تقتضيه الظروف والعناية بالشباب الذي ابهر العالم باسره لما اظهره من نضج ورقي وذلك بالاصغاء الى مشاكله وحلها والتوجه اليه بخطاب سياسي جديد بعيد كل البعد عن اللغة الخشبية ...وفي الجانب المركزي وتنظيم دور السلط يرى حزب المبادرة انه من الواجب اعتماد طريقة اللامركزية لتيسير الشأن العام للبلاد ويتم هذا عبر احداث مجالس اقليمية تنموية منتخبة من طرف سكان الجهة المعنية وتتمتع هذه المجالس بصلاحيات اقتصادية واجتماعية واسعة تجمع ولايات مجاورة تمتدّ جغرافيا من الغرب إلى شرق البلاد وبالتالي ضمان توزيع عادل للثروات بين مختلف جهات البلاد ومناطقها...دون ان ينسى الهاجس الاكبر للشعب التونسي وهو مشكل التشغيل وفي هذا الاطار سيكون التشغيل اولوية قصوى في برنامج الحزب وذلك من منطلق ان التشغيل هو الحافظ والضامن الوحيد لكرامة الانسان وهو احد الاسباب المهمة لقيام الثورة ...كما اشار الى ان حزب المبادرة سيعمل على ارساء منظومة تربوية تتماشى والمبادئ السامية للتعليم مع تحيد المؤسسة التعليمية عن الصراعات السياسية وذكر السيد كمال مرجان بالدور الكبير الذي تلعبه مكونات المجتمع المدني في البلاد لذا دعا في كلمته الى ضرورة اشاركها في إدارة الشأن العام حتى تكون كل جمعية او هيكل بمثابة البرلمان المصغر الذي يعبر عن اهتمامات منظوريه ومشاغلهم ...وفي سياق اخر اعرب السيد كمال مرجان عن انفتاح المبادرة على جميع الأفكار والتيارات السياسية الأخرى ويقبل حق الاختلاف مبرزا ان حزب المبادرة يتعامل بكل شفافية وينطوي على مبدأ المساءلة مع الدعوة الى التحلي بروح الديمقراطية والإبتعاد عن منطق التخوين والتكفير واحترام حقوق الانسان...وبخصوص الاستثمارات فأبرز بأن الحزب سيسعى الى إرساء مناخ جديد للإستثمار قوامه المنافسة النزيهة و وضع الثقة في الرأسمال الوطني ولن يتم ذلك الا من خلال إصلاح المنظومات الجبائية والبنكية وتطويعها لتتلاءم مع ما يقتضيه السوق ...وقد ابدى السيد كمال مرجان استغرابه من من هرولة بعض التيّارات السياسية في براغماتية مفضوحة إلى اغتنام الثورة واحتكار جني ثمارها فيما لم يكن لها أي دور فيها مشددا على ان الثورة هي مكسب شعبي وليست على ملك اي حزب سياسي او تيار معين ... وختم السيد كمال مرجان حديثه بدعوة كل التونسيين الى الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع وصنع الحدث يوم 23 اكتوبر حتى يكون هذا الموعد بمثابة العرس السياسي ودعى مناضلي الحزب الى التحلي بالروح النضالية وعدم الوقوع في فخ الاستفزازات التي يعمد اليها البعض للتشويش على الموعد الانتخابي ...ومتمنيا التوفيق لتونس في مسيرتها نحو الحرية والديمقراطية والنجاح لقائمات المبادرة "النسر"