حطت البارحة في غضون الساعة العاشرة بتوقيت تونس أول طائرة بمطار تونسقرطاج الدولي تحمل على متنها أول دفعة من الحجيج العائدين من البقاع المقدسة بعد اتمام مناسك الحج لسنة 2011. و لأهمية الحدث انتقلت "التونسية" إلى مطار تونسقرطاج الدولي لترصد الآراء و تنقل الأجواء فكان الروبرتاج التالي: تاخير بساعتين في موعد الوصول كان من المبرمج أن تحط اول طائرة حاملة على متنها أول دفعة من الحجيج بمدرج تونسقرطاج الدولي على الساعة الثامنة و الربع ليلا إلا أنها سجلت تأخيرا عن الموعد المحدد بلغ قرابة الساعتين ارجعه بعض المسؤولين بالمطار الى كثافة الرحلات الجوية المنطلقة من "مطار جدة" مما تسبب في الحيلولة دون اقلاع الطائرة في وقتها المحدد. ساعتان هو الوقت الذي عاشه عدد كبير من أهالي الحجيج المتوافدين بكثافة على المطار منتظرين "على أحر من الجمر" كما عبر أغلبهم معربين عن اشتياقهم لرؤية الحجيج عائدين من بيت الله الحرام سالمين غانمين. اجواء احتفالية في استقبال الحجيج ما ان تم الاعلان عن هبوط الطائرة بمدرج المطار حتى تسارع رجال الامن و الموظفون و العملة الذين تم تجنيدهم لاستقبال الحجيج و حمل امتعتهم وسط اجواء احتفالية تعالت فيها الزغاريد و اشرأبت فيها أعناق الاهالي بحثا عن القريب العائد من البقاع المقدسة. طريقة تنظيم موسم الحج في عيون العائدين كان الحاج عمار أول حاج يدخل بهو المطار بعد نزوله من حافلة المطار ليؤكد ل"التونسية" أن أجواء الحج كانت "جد ممتازة" حسب تعبيره ، مقدما شكره للبعثة التي رافقت الحجيج و "وفرت لنا العناية الفائقة و قد تمت الأمور على احسن ما يرام باستثناء المشكل الوحيد الذي تعرضنا له في مزدلفة وهو الاكتظاظ و بعد المسافة، و اختم قولي بحمد الله و شكره كثيرا كثيرا" ليغادر الحاج عمار مسرعا لإتمام إجراءات الخروج من المطار متلهفا للقاء أهله و ذويه. أما الحاج مبروك( 73 سنة) فقد ألمح الى أن الأجواء سارت بشكل طيب اجمالا و "لكن ما يحز في نفسي هو ما وقع في منى حيث قضى الحجاج التونسيون معظم الوقت دون أكل أو شرب كما تعرض بعضنا إلى الدّوس تحت أرجل المارة و لكن الحمد لله على كل حال". ووسط هذه الأجواء توجهت الحاجة فطومة باكية ل"التونسية'' لتقول "لقد كنت وحيدة و لم أحظ بأي عناية تذكر،لقد تعبنا كثيرا فقد تم اهمالنا من قبل أعضاء البعثة فعوض أن يساعدونا قاموا بوضعنا في مدجنة لمدة 3 أيام دون اكل أو شرب" لتقاطعها الحاجة زهرة العياشي مضيفة "إقامة في مدجنة بلا أكل و لا شرب و لا حتى مرحاض هو أمر لا يرضاه لا الله و لا عبده و كل ما صرح به بعض الحجيج من حسن عناية يدخل في اطار رمي الورود و التمسح للبعثة و هو في حقيقة الأمر عيب اذ على الحاج قول الحقيقة دون خوف فلا خوف إلا من الله وحده". آراء الحجاج المسؤولين توجه السيد عثمان بطيخ مفتي الجمهورية ل"التونسية" قائلا "ان الحج ليس بسياحة أو نزهة بل هو جهاد في سبيل الله سبحانه و تعالى و هو ما يعني ضرورة تحمل التعب و وجوب وضع العديد من العوامل في الحسبان حيث أن الطقس غير الطقس و العباد غير العباد، فالاكتظاظ و البعد بين مكان أداء الفريضة و مكان أداء فريضة أخرى كلها عوامل قد تسبب بعض التعطيل امام الحاج و خاصة أثناء تنقله من مكان الى آخر و لكن الأمر الذي يحسب للبعثة أنه ما إن يوجد خلل حتى تتدخل جميع الجهات المعنية و تحاول إيجاد الحلول العملية في أسرع وقت ممكن. و ما قد يؤكد كلامي هو و الحمد لله أننا لم نسجل عددا كبيرا من المرضى و لا من الموتى". هذا وقد صرح السيد عبد الحميد التريكي وزير التخطيط و التعاون الدولي الذي كان من بين مؤدي فريضة الحج لهذه السنة في حديث ل"التونسية" قائلا "كان موسم الحج هذه السنة جد ممتاز و في تقييمي للظروف فقد كانت الإقامة بالنزل منظمة تنظيما محكما كما سهل لنا المرشدون الدينيون القيام بالمناسك على أحسن وجه ، لكن الإشكال الأبرز الذي وقع هذه السنة يكمن برأيي في صعوبة نقل الحجيج من غرفهم إلى منى و هو ما تطلب ساعات لنقل البعض منهم كما انه لم يتم تخصيص أماكن الإقامة بمخيم "منى" سوى ل 75 بالمائة من مجموع الحجيج في حين اضطر 25 بالمائة المتبقين إما إلى الإقامة الإضافية مع احد الحاصلين على مأوى و هو ما قد يسبب ثقلا لكليهما أو أن يقضى الليل في العراء و هو الأمر الذي أؤكد على ضرورة تداركه في المواسم القادمة".