يبدو أن الموسم الرياضي لسنة 2011/2012 لن يخالف العادة التي أملنا أن تضمحل نهائيا من ملاعبنا في ظل التغيرات السياسية التي تعيش على وقعها بلادنا إلا أن ظاهرة " فوبيا "عنف الملاعب بدأت تطلّ من جديد خاصة خلال لقاء ملعب المنزه والأحداث التي جدت أمس في لقاء الترجي الرياضي التونسي والإتحاد المنستيري وغيره من الملاعب حيث نفس السيناريو بدأ يتكرر تدريجيا بصفة مبكرة مع مرور جولتين فقط من عمر البطولة ... البداية كانت بمجموعات الترجي التي آبت إلا أن تنغص فرحة العديدين الذين زحفوا إلى ملعب المنزه يحدوهم الأمل في الاستمتاع بدورة شرفية للاعبي فريقهم المتوج مؤخرا بأغلى الألقاب كأس رابطة الأبطال الإفريقية وإفتعلت الشغب في ما بينها بينها وسط إستياء كبير من هيئة الفريق التي نجحت في كل شيء بإستثناء تأطير هذه الفئة "الضالة" من الجماهير التي تدعي إنتماءها إلى فريق "باب سويقة" ، آخر المعلومات التي إستقتها "التونسية" أفادت أن الأمور كانت توحي بنشوب حرب أهلية بين مجموعات الترجي حتى قبل الدخول إلى مدرجات ملعب المنزه وفي هذا الإطار فإن مجموعة حديثة العهد تدعى "كورينقا" هي سبب "الداء والوبال"الذي ضرب مدرجات المنزه حيث أكدت المعلومات أن خلافا بسيطا بين عناصر هذه المجموعة الذين لا تتجاوز أعمارهم 16 ربيعا ، وعناصر من مجموعة " الزباتيستا" نشب بينهما حول أحقية كل طرف في التواجد في "الفيراج" كان بمثابة الشرارة الأولى التي أججت الأحداث لتتحول في ما بعد الى "كر وفر" وإعتداءات بالجملة ومن ألطاف الله تم تطويق الاحداث من قبل رجال الأمن وإلا لحصل مالا تحمد عقباه على غرار سيناريو الموسم الفارط الذي شهد نفس الأحداث بين مجموعات الترجي والتي وللأمانة أصبحت المتسبب الاول في أحداث الشغب والعنف ، وهنا يبرز تساؤل يطرح نفسه بنفسه إلى متى سيتواصل إستهتار هذه المجموعات ؟ وأي دور للجنة الأحباء صلب الترجي ما بعد إقالة "عز الدين العجيمي" ؟؟ ولماذا لا يتم حل هذه المجموعات التي أصبحت تمثل كارثة على فريقها بسبب جنوحها إلى خلق المشاكل والأزمات ؟ جماهير الإتحاد المنستيري بدورها عبرت عن استيائها من تحكيم "برك الله" بطريقتها الخاصة وكانت الفوضى والاعتداء على عناصر الأمن وتهشيم الكراسي الطريقة الوحيدة للتعبير عن غضبها ضاربة عرض الحائط بقيم التحلي بالروح الرياضية لقاء آخر كان فيه التحكيم محل جدل ونقاش ولا نعرف هل من سوء الحظ ان الترجي كان طرفا فيه أم ماذا ؟ فلقاء القوافل الرياضية بقفصة والترجي وسط الاسبوع المنقضي شهد أيضا عدة تجاوزات من الجمهور المحلي من خلال إلقاء وابل من الحجارة ومقذوفات على بنك إحتياطيي الترجي زادتها صافرة "نصر الله" تاجيجا ، وهنا يجب التوقف عند رئيس اللجنة الفيديرالية للتحكيم "الحبيب ناني" الذي فعل كل ما في إستطاعته من أجل النهوض بقطاع التحكيم إلا أن ما لاحظناه بعد مرور جولتين فقط من عمر البطولة أن الحال لم يتغير ونفس الأخطاء تتكرر من مباراة إلى أخرى وغياب التركيز كان السمة المميزة وسنكتفي بذكر حادثة ملعب المنزه أيضا خلال لقاء الإفريقي والبنزرتي وما شهده من خطأ كارثي من الحكم "سعد الله" حيث لم يتفطن إلى أنه لم يشهر الورقة الحمراء في وجه لاعب النادي البنزرتي إلا بعد مرور 10 دقائق وهو ما يشرع التساؤل حول أحقية هؤلاء الحكام بقيادة لقاءات في البطولة والحال أن مستواهم لا يمكنهم من إدارة مقابلات في "حومة" !!! الجواب كان سريعا وتم إتخاذ القرارات المناسبة بشأنهم والمتمثلة في عقوبات تراوحت ما بين أسبوعين وشهرين علهم يستفيقون شأن بعض الحكام وفي إنتظار ذلك بدأت الظاهرة الأقوى والتي تحتل الصدارة في بطولتنا المحلية ألا وهي "ظاهرة إقالة المدربين" فالحصيلة الى حدّ الآن اقالة مدربين الأول كان "سعيد حموش" مدرب الأولمبي الباجي الذي غادر الفريق بعد جولة فقط ، يليه مدرب أمل حمام سوسة "سفيان مرجان" الذي كان أوفر حظا من زميله مدرب الأولمبي الباجي حيث تمت إقالته عقب لقاء الجمعة والحصيلة مرشحة للإرتفاع في قادم الجولات خاصة وأن عدة أندية أبدت رغبتها في تغيير مدربيها وحتما ستحمل باقي المقابلات "ضحايا" آخرين !!! ولسائل أن يسأل متى ستنتهي متاعب كرتنا؟ أم أنه كتب عليها المعاناة والتخبط في الازمات !!؟