مع اشتداد برودة الطقس خلال هذه الأيام التي تشهد موجة برد شديدة وتساقط للثلوج في بعض المناطق بالشمال التونسي وفي خضم جدل سياسي "ساخن جدا" وتجاذبات لم تستقر بعد على توزيع الحقائب السياسية وجدت بعض العائلات أنفسها عرضة للبرد القارس وانخفاض درجات الحرارة بأغطية ومفارش مهترئة فضلا عن نقص في قوارير الغاز المعد للاستهلاك العائلي منتظرين تدخلا رسميا ينتشلهم مما هم فيه من بؤس وفقر مدقع في بعض المناطق الريفية وبالأحياء الشعبية وغيرها بما في ذلك المناطق المجاورة للعاصمة. ولئن دأبت مصالح وزارة الشؤون الاجتماعية في مثل هذه الظروف الاستثنائية على تخصيص مساعدات عاجلة وتدخلات من شانها تخفيف حدة البرد وإدخال شيء من الدفء عليهم ومن البسمة على محياهم غابت المساعدات لحد كتابة هذه الأسطر لتكتفي بعض الجمعيات والمنظمات بنداءات "فايسبوكية " لجمع التبرعات التي كان من المفروض الحرص عليها بأسرع ما يمكن. ولعل ما زاد الطين بلة تواصل اعتصام اغلب الإدارات الجهوية للشؤون الاجتماعية منذ أكثر من أسبوع حيث لم يعطل تلك المساعدات فحسب بل عطل مصالح المواطنين وشكل عائقا كبيرا أمام الخدمات الاجتماعية الموجهة لهم هذا فضلا عن غياب القرار في الجهات المعنية التي باتت تردد خلال هذه الأيام أن مصالح تصريف أعمال ليس بيدها اخذ قرارات قد تخرج عن نطاقها وعن الصلاحيات المعهودة اليها . وهنا تتساءل التونسية هل وضعت الحكومة الجديدة التي تشهد أجواء سياسية مشحونة و"ساخنة " في اعتبارها معاناة العائلات الضعيفة والفقيرة التي تعاني الفقر والبرد ؟ وهل فقدت الحكومة المستقيلة كل صلاحياتها إلى درجة عدم التفكير في الأمر؟