رغم الصعوبات المادية فقد تمكنت هيئة المهرجان الدولي للصحراء بدوز من كسب الرهان في أول دورة بعد الثورة وهي دورة استثنائية بجميع المقاييس نجحت في استقطاب الجمهور والمصالحة معه ، والتسويق للسياحة الصحراوية التي عاشت على وقع ركود إبان الثورة... هيئة تألفت من وجوه مشهود لها بالكفاءة راهنت على النجاح فكان لها ذلك بامتياز بشهادة جميع الملاحظين... الدورة بلغت يومها الخامس ومع مرور كل يوم يتجدد الإبداع ، حفل الافتتاح كان أكثر من رائع حمل توقيع الفنان رضا عبد اللطيف اختار له عنوان ذكريات الخيام جسد تقاليد وعادات أهالي المرازيق في حلهم وترحالهم كالعرس التقليدي "الجحفة" إضافة لبعض المظاهر الأخرى من حياة البدو كعراك الفحول والصيد بالسلوقي وكرة المعقاف، هذا العرض تمت إعادته عشية الأحد ليكون مسك الختام للعروض الفرجوية بساحة حنيش أما مسابقة الشعر فأسدل عليها الستار بدورها يوم الأحد تحت شعار "أيها الشاعر أبدع فأنت حر" كما تم تنظيم على هامش المهرجان يوم صناعة البلغة المرزوقية للترويج والتسويق لهذه الحرفة . كما انتظمت على هامش المهرجان عديد الندوات كالندوة الوطنية حول آفاق السياحة الصحراوية وندوة حول دور المثقف ومسؤوليته بعد الثورة ... السهرات الفنية كانت حاضرة من خلال عروض لكل من لطفي دوبل كانون ووليد الصالحي والفرقة المغربية جيل جيلالة فيما تولت بعض الفرق تنشيط النزل السياحية بدوز وهو نشاط موجه للسياح... الدورة نجحت بعلامة امتياز في تحقيق الأهداف المرجوة وهذا بفضل تضافر مختلف الجهود من هيئة ولجان حماية الثورة بدوز ومختلف مكونات المجتمع المهني وهذا ليس بالغريب عن أهالي المرازيق الذين عرفوا بحسن الكرم فالمهرجان جزء من ذاتهم وعنوان لأصالتهم وعلامة مضيئة في تاريخهم ، وقد راهنوا على إنجاح الدورة رغم الصعوبات وقلة الدعم فكانت دورة إستثنائية .