أخبار تونس - انطلقت اليوم الخميس بساحة حنيش الدورة 43 لمهرجان الصحراء الدولي بدوز الذي يتزامن هذه السنة بالاحتفال بمرور مائة سنة على انبعاثهوواكب السيد سليم التلاتلي وزير السياحة بالمناسبة بساحة العروض الكبرى "حنيش"، بوابة الصحراء الكبرى جنوب مدينة دوز العرض الكوريغرافي "قوافل في الذاكرة" الذي يسجد مظاهر من حياة البدو في حلهم وترحالهم، ويبرز مدى تعلقهم بالأرض والوطن والعلاقات القائمة بين القبائل، ويتعرض إلى الدور الهام الذي لعبه جامع الزيتونة في تكوين نخبة من المثقفين ساهمت في نشر المبادئ والقيم الوطنية. واختتم العرض باستعراض شبابي ضخم يعبر عن إكبار شباب الجهة لمبادرة الرئيس رئيس زين العبدين بن علي بجعل سنة 2010 سنة دولة للشباب وتعلقهم به خيارا يضمن عزة تونس حاضرا ومستقبلا. وتابع الوزير في نفس الساحة الفقرات المميزة لهذه التظاهرة السنوية مثل لوحة الصيد بالسلوقي ولوحة عراك الفحول وسباقات الفروسية والمهاري الى جانب العروض المجسمة لعادات وتقاليد أهالي الجهة في أفراحهم وفي حياتهم اليومية وألعابهم الشعبية. وتعود بدايات المهرجان الى سنة 1970 في شكل احتفالات تلقائية ينظمها سنويا البدو الرحل، ثم تحول في 1966 الى مهرجان جهوي تجسد فيه اللوحات الفلكولورية حياة البدو في حلهم وترحالهم تم اتخذ سنة 1973 بعدا وطنيا، لينتشر بعدها ويتدعم إشعاعه دوليا بداية من 1981 ويتخذ التسمية الحالية "مهرجان الصحراء الدولي بدوز". من جهة أخرى اشرف وزير السياحة على بعض الفقرات التنشيطية التي انتظمت بشوارع مدينة دوز و التي أمنتها مجموعة من الفرق الفلكلورية والاستعراضية والشعبية من تونس ومن بعض البلدان الأخرى الجزائر وليبيا والاردن وفرنسا، واستقبل بمعتمدية دوز الشمالية عددا من ضيوف المهرجان. وافتتح السيد التلاتلي معرض الصناعات التقليدية الذي ينظمه الديوان الوطني للصناعات التقليدية بمشاركة قرابة 60 عارضا من مختلف جهات الجمهورية ويعكس ما تزخر به تونس من كفاءات حرفية في مجالات الأثاث واللباس التقليدي والمفروشات والابتكارات اليدوية. وبدار الثقافة "محمد المرزوقي" دشن السيد سليم التلاتلي المعارض الفنية والشعرية حول موضوع "الشباب وتجذير القيم الوطنية" في إطار الاحتفالات بالسنة الدولية للشباب بمشاركة حوالي 50 شاعرا من مختلف جهات البلاد وشعراء من دول عربية مشاركة كما زار "البيت التقليدي" الذي اقيم بالفضاء الخارجي لمتحف الصحراء ويجسد مكونات "الدوار الصحراوي" من معدات ومستلزمات البدوي كالمنسوجات واللباس التقليدي وآلات فلاحية وماكولات... هذا و اطلع الوزير اثر ذلك بمتحف الصحراء بالجهة على معرض للصور الفوتوغرافية بعنوان "المهرجان...صورة في الذاكرة" وهو عبارة عن رحلة عبر تاريخ المهرجان من خلال أعمال فوتغرافية لأجيال من المصورين، وعلى معرض لمجموعة من الإصدارات الجديدة حول مدينة دوز لمصورين وكتاب من تونس وفرنسا. من جهة اخرى أشرف السيد سليم التلاتلي بأحد نزل الجهة على ندوة صحفية ابرز خلالها أهمية السياحة الصحراوية في المشهد السياحي الوطني الذي ما زال يتسم بالموسمية رغم الجهود المبذولة مذكرا بالإجراءات المتخذة وخاصة منها الخروج بالمنتوج السياحي من الحدود الضيقة للنزل عبر اعتماد التظاهرات الثقافية والتنشيطية والصناعات التقليدية كمحاور إشعاع لمزيد جلب السياح من داخل تونس وخارجها. وبين أهمية البعد الثقافي والتنشيطي الذي يستخدم وسائل تكنولوجية عصرية للاتصال والترويج في خلق قاعدة سياحية وطنية تستند الى جملة من التظاهرات والمهرجانات المعروضة منها مهرجان الصحراء الدولي. وابرز من جهة أخرى ان تحسن القدرة الشرائية للتونسيين كان له اثر كبير في دفع السياحة الداخلية مؤكدا على ضرورة التوجه نحو دعم السياحة الفردية عبر هيكلة القطاع وضبط استراتيجية واضحة للترويج وتحسين الخدمات في ظل الإجراءات الرئاسية التي تنص على إضافة قرابة 65 بالمائة في ميزانية الترويج بالقطاع السياحي. وتطرق الى استراتيجية الوزارة الهادفة الى تحسين محتوى المهرجان عبر إيجاد طرق جديدة للتمويل إلى جانب السعي إلى تعصير وتحديث القطاعات المساندة للسياحة مثل قطاع الصناعات التقليدية.