اليوم الاربعاء يكون قد مر عام كامل على استشهاد الشاب عمر الحداد بطلق ناري اثناء ثورة الحرية والكرامة التي اطاحت بنظام الدكتاتور وجاءت الاصابة القاتلة مساء يوم الاربعاء 12 جانفي حينما كانت صفاقس منتفضة على الجلاد وقادت صباح ذلك اليوم الممطر نسبيا مسيرة حاشدة بعشرات الالاف المؤلفة من ابناء هذه القلعة وخيرة شبابها ودقت المسمار قبل الاخير في نعش عهد الفساد والاستبداد ... "بن علي" الجبان لم يجد بطبيعته الدموية سوى الرد بالرصاص الحي على الشبان المنتفضين لوأد الثورة لكنه فشل لان ارادة الحياة كانت اقوى من رغبة الجلاد ... يومها كان القمع وحشيا للمظاهرات السلمية باستعمال الرصاص الحي في مواجهة ابناء الشعب العزل ولم تفلح القنابل المسيلة للدموع ولا الهراوات ولا استعراض القوة بعربات الامن المدرعة ولا تلك التي تلقي سيل الماء الساخن في تفريق المتظاهرين الذين كانوا يجوبون شوارع المدينة من امام اتحاد الشغل وشارع الحبيب بورقيبة وباب الديوان وباب القصبة وشارع 18 جانفي وصفاقسالجديدة وباب الجبلي ... عشية الاربعاء 12 جانفي 2011 وقبل الثالثة ظهرا بقليل كانت المظاهرات السلمية الحاشدة للجماهير الغاضبة في مواجهة قوات القمع التي استعملت الهراوات والقنابل المسيلة للدموع وكان المتظاهرون من الجنسين ومن مختلف الاعمار وخصوصا الشباب وكان من بين هؤلاء الشاب عمر الحداد الذي يبلغ من العمر 17 سنة وهو تلميذ حيث تعرض الى طلق ناري اصابه على مستوى جنبه ومباشرة بعد اصابته تم نقله من طرف بعض الشبان ومنهم ابن عمه عباس الذي هو بنفس عمره الى احدى المصحات الخاصة الموجودة بساحة باب الجبلي حذو الاروقة وكانت حالته سيئة جدا مع نزيف الدم من جنبه وبطنه وخضع الى عملية جراحية هناك لكن القدر لم يمهله فالاصابة بليغة ولقي الشهيد حتفه في الثامنة ليلا وفق الطبيب الشرعي الذي ورد في تقريره المؤرخ في يوم الخميس 13 جانفي 2011 وتحت عدد 19/ 2011 ان الشهيد عمر الحداد اصيب بطلق ناري برصاصة بمستوى الجهة الحرقفية اليسرى وان الموت ناتج عن طلق ناري برصاصة احدثت نزيفا دمويا غزيرا بجوف البطن وجرحا ثاقبا بالمعي الغليظ الايسر وجرحين ثاقبين بالمعي الجيد وعدة ثقوب صغيرة بالمعي الجيد ونزيف دموي خلف البطن بالجهة اليسرى وتمزق الوريد الحرقفي الايسر وان الرصاصة وجدت قبالة الفقار القطني الحرقفي مع وجود 3 شظايا قبالة العظم الحرقفي الايسر وان الوفاة حصلت يوم 12 جانفي على الساعة الثامنة ليلا وتم دفن الشهيد عمر الحداد يوم الخميس 13 جانفي 2011 في جنازة حاشدة بمقبرة الجلولي الكائنة بطريق السلطنية. والغريب حينها انه رغم ان مسرح الجريمة كان قريبا جدا من مقر ولاية صفاقس الا انه لا احد من المسؤولين ومنهم الوالي السابق الذي يوجد حاليا خلف القضبان تجشم عناء الاتصال بعائلة الفقيد لتقديم واجب التعزية والمواساة او حتى التاكيد على ان حقوق الشهيد ستكون محفوظة ... ومنذ حادثة الاستشهاد وعائلة الشهيد عمر الحداد التي تقطن بمنزل متواضع جدا باحد ازقة مركز تفاحة بطريق المهدية تعيش الحزن العميق وتتواتر لديها الاسئلة بالم كبير وحرقة في القلب عن الذنب الذي ارتكبه عمر حتى ينال مصرعه برصاصة غادرة وهم اعتبروا ابنهم شهيد الحرية مؤكدين على انهم لن يسكتوا عن هذه الجريمة البشعة وعلى ان دم الشهيد وبقية شهداء ثورة الحرية والكرامة لا ينبغي ان يذهب هدرا وهم متمسكون بالقضاء العادل الذي يحقق في ملابسات الجريمة ويحاسب المتسببين فيها . في انتظار الاحالة على الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية العسكرية الدائمة بصفاقس الى حد الان ورغم مرور عام على الجريمة التي جدت بباب الجبلي بصفاقس ما زالت القضية لم تصل الى الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية العسكرية الدائمة بصفاقس وهي قضية لن تكون متعلقة فقط بمقتل الشهيد سليم الحضري وانما بالشهداء الذين سقطوا في المواجهات اثناء الثورة بالمناطق التي تعود بالنظر الى المحكمة العسكرية بصفاقس وهذه القضية لا زالت في الطور التعقيبي بعد الطعن في قرار دائرة الاتهام حيث وجه قاضي التحقيق تهم القتل والمشاركة في القتل الى مجموعة من رجال الامن من المشتبه في تورطهم في اطلاق النار وبحسب بعض المصادر فان الاجراءات الشكلية تتم ببطء شديد بالنظر الى عدم وجود تعاون كبير لجلاء الحقيقة والوصول الى الاعوان الذي اطلقوا الرصاص ويبدو ان الامر لن يطول كثيرا ومرجح في غضون اسابيع قليلة ان تصل القضية الى الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية العسكرية الدائمة بصفاقس بعد توجيه دائرة الاتهام الى عدد من المظنون فيهم تهم القتل والمشاركة في القتل ثم الطعن في قرارها امام محكمة التعقيب والتي ستتولى قريبا اصدار قرارها بشان الطعن نور الدين بن محمد