بعد الازمة المالية الدولية التي عصفت باقتصاديات الدول المتقدمة واثرت على مختلف الانظمة الاقتصادية فان تطبيق الشريعة الاسلامية في المجال المالي والاقتصادي واعتماد نظام الصيرفة الاسلامي اصبح مطلبا غربيا ... هذا ما كشفه الخبير الاقتصادي الكويتي محمد امين القطان مدير وحدة الاقتصاد الاسلامي بكلية ادارة الاعمال بجامعة الكويت في محاضرة قدمها امس الاثنين 16 جانفي في صفاقس امام جمع هام من اصحاب المؤسسات والخبراء المحاسبين والجامعيين والطلبة وذلك في اطار ندوة علمية نظمها معهد الدراسات العليا التجارية بصفاقس بنزل الزيتونة بصفاقس وهي ندوة حملت عنوان : " المالية الاسلامية والاقتصاد الاسلامي: فرص النجاح لتونس وقام الخبير القطان باستعراض عديد المواقف الصادرة عن الخبراء والمؤسسات الاقتصادية والاعلامية الغربية التي اصبحت تطالب بالاحتكام الى اسس الاقتصاد الاسلامي والمالية الاسلامية واخلاقياتها كبديل للانظمة الاقتصادية القائمة فكشف ان الخبير الاقتصادي الفرنسي رولان لاسكين Roland Laskine في لوجيرينال دو فينانس Le Journal De Finances وهي صحيفة اسبوعية مختصة في المالية وتصدر عن مجموعة لوفيغارو Le Figaro الفرنسية كتب في هذه الاسبوعية مطالبا بضرورة تطبيق الشريعة الاسلامية في المجال المالي والاقتصادي لوضع حد للازمة المالية العالمية التي ما انفكت تهز اسواق العالم وبارتدادات حادة جراء التلاعب بقواعد التعامل والافراط بالمضاربات الوهمية غير المشروعة وحيث النظام الاقتصادي الراسمالي لا يقيم وزنا للقيم الاخلاقية باطلاقه حرية الكسب من غير قيود ولا ضوابط كما انه نظام تطغى عليه الانانية والمنافسة غير الشريفة ويتميز بغياب القيم والضوابط الاخلاقية حيث لا وجود لمعاني الفضيلة والتعاون والتكافل والتراحم بين الناس واشار الخبير القطان الى مناداة عدد من الخبراء الاقتصاديين المشهورين بنسبة فائدة صفر في الاقتصاد ولا سيما عند ادام سميث Adam Smithوعدم التعامل بالربا في الانظمة الاقتصادية مبينا ان الزكاة هي احد الحلول التي يشتغل عليها رجال الاقتصاد كبديل للفائدة وكمورد هائل يمكن ان يساهم في تمويل الاقتصاد فضلا عن دوره الاجتماعي والانساني. وتوقف الخبير القطان عند تطور خارطة البنوك الاسلامية في العالم والتي شهدت نموا كبيرا جدا لاصول المصارف في العالم الذي يقدر بحوالي 28 % مقارنة ب7 % كنسبة نمو في البنوك التقليدية في سنة 2010 وقال ان شركة بلاك روك BlackRocK المتخصصة في الاستثمار وادارة المخاطر افادت ان التمويل الاسلامي سيناهز 5 تريليونات دولار امريكي قريبا وذلك دون اعتبار انشطة مؤسسات التامين والشركات الاستثمارية وغيرها وعند حديثه عن الاستعداد للانعكاسات المرتقبة للازمة المالية العالمية على البلدان العربية والاسلامية في السنوات القادمة طرح الخبير الكويتي تساؤلا بخصوص الدور المرتقب لخبراء وشباب هذه الدول في ما يسمى بالاقتصاد الجديد الذي بشرت به الفينانشل تايمز Financial Timesوالذي سيقوم وينهض على انقاض النظام الاقتصادي والمالي الحالي الذي تسيطر عليه امريكا واوروبا وهو الذي عبر عنه غوردن براون رئيس الوزراء البريطاني بالولادة العسيرة للنظام الاقتصادي الجديد وقال القطان ان الحاجة ملحة الى تكوين اطارات مختصة في الاقتصاد الاسلامي صلب الجامعات التونسية والعربية فضلا عن القيام بالدراسات العلمية المتطورة حول العلوم الاقتصادية التقليدية والعلوم الحديثة في ذات الوقت والتدرج في سلم المعرفة في مجالات التمويل الاسلامي والعلوم الاقتصادية المتعارف عليها والشروع في مجالات بحثية نادرة في هذا المجال وتقديم بدائل تنطلق من الواقع الاجتماعي والاقتصادي للبلاد العربية. والى جانب المحاضرة الهامة للخبير الاقتصادي محمد امين القطان فان الخبير المحاسب محمد مقديش قدم بدوره محاضرة حول " الطرق المحاسبية لاحتساب زكاة الشركات " وجرت عدة مداخلات ونقاشات لاثراء مضمون الندوة قام بتاثيثها رئيس المجلس الجهوي لهيئة الخبراء المحاسبين بصفاقس والجنوب وممثل عن الجمعية التونسية للمالية الاسلامية ورئيس الجمعية التونسية للاقتصاد الاسلامي الى جانب نقاش ثري بين الخبراء المتدخلين من جهة والطلبة والاساتذة والمهنيين الحاضرين في الندوة من جهة ثانية حول عديد الجوانب التطبيقية للمالية الاسلامية وزكاة الشركات في تونس وبخصوص الخبير الكويتي محمد امين قطان فانه الى جانب مداخلته كان له برنامج مكثف اخر بلقاء مع الخبراء المهنيين في المجال المالي ولا سيما مديري مؤسسات بنكية ومؤسسات التامين والايجار المالي بصفاقس حول المالية الاسلامية والاقتصاد الاسلامي والمواصفات المحاسبية الاسلامية