أدى السيد حسين الجزيري، كاتب الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج، زيارة الى كل من روما وميلانو بايطاليا من 3 الى 6 فيفري الجاري بهدف مزيد التعرف على مشاغل وتطلعات الجالية وربط الصلة بالشخصيات والمنظمات. والتقى كاتب الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج بالسيد "ريكاردي" وزير الادماج والتعاون الدولي الايطالي الذي عبر عن اعجابه بالمسار الديمقراطي التونسي الذي اعتبره انموذجا واقعيا ولكنه يستند الى قيم انسانية كونية. واعتبر الوزير الايطالي انه من مسؤولية البلدين العمل على تعزيز التعاون في مجال الهجرة مؤكدا على ان علاقات الجوار بين تونس وايطاليا واشتراكهما في الرؤية هما عنصران قادران على تيسير فض الاشكاليات الخاصة بالهجرة وفي مقدمتها الهجرة غير الشرعية. ففي روما كانت لكاتب الدولة محادثة مع السيناتور لمبرتو ديني، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس المستشارين الايطالي، عبر خلالها هذا الاخير عن اعجابه بالانتقال الديمقراطي بتونس وعن تفهم بلاده لاوضاع المهاجرين التونسيين بايطاليا واستعداده للمساعدة على التعاون مع تونس لفض بعض الاشكاليات الهامة ومنها مسالة الهجرة غير الشرعية. وفي لقائه بالنائبة في البرلمان "ليفيا تركو" اكد السيد حسين الجزيري على البعد الايجابي للهجرة التونسية سواء بالنسبة لبلدها الاصلي او بالنسبة لبلد الاقامة مؤكدا عزم الحكومة التونسية على ايجاد الحلول للهجرة غير الشرعية في اطار رؤية استراتيجية تتجاوز المعالجات الامنية وترتكز على تجسيم البعد التنموي في هذا المجال. وتحدثت النائبة الايطالية عن مساعيها لدى الحكومة الايطالية خاصة في ما يتعلق بتسوية اوضاع المهاجرين غير الشرعيين وتيسير دخول التونسيين الى ايطاليا في اطار قانوني يراعي مصلحة البلدين. الهجرة موضوع تعاون مع المجتمع المدني الايطالي في حوار مع ممثلين عن نقابات وجمعيات ايطالية معنية بمسالة الهجرة، على هامش زيارته لايطاليا، ابرز السيد حسين الجزيري، كاتب الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج اهم الاشكاليات التي تعترض الجالية التونسية بايطاليا، مؤكدا ارادة التعاون مع المجتمع المدني الايطالي في مجال الهجرة. وأضاف ان تونس مستعدة لتحمل مسؤولياتها في ايجاد الحلول الملائمة في اطار من التعاون القائم الى احداث مشاريع تنموية للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، كما طالب الحاضرين بتوظيف مكانتهم في المجتمع وخبرتهم للمساعدة على التعرف على مصير عدد من المفقودين التونسيين الذي غادروا البلاد بصفة غير قانونية. وأشار المتدخلون من جهتهم الى استعدادهم التام للعمل في اتجاه تغيير التشريعات المنظمة للهجرة والتي من شانها ان تدفع الى تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية، مؤكدين التزامهم ببذل كل ما في وسعهم لمعرفة مآل البعض من المفقودين التونسيين ولحث الحكومة الايطالية الجديدة الى اعتماد مسارات قانونية للهجرة توفر زيادة اعداد المهاجرين الشرعيين وتراعي ضرورة معالجة الهجرة غير الشرعية في اطار مشروع تنموي يمكن ان يكون محل اتفاقية ثنائية بين البلدين. الدفاع عن حقوق التونسيين بالخارج من أوكد الالويات في إطار زيارته لايطاليا ، كانت للسيد حسين الجزيري، لقاءات مع الجالية والجمعيات الممثلة لها بكل من روما وميلانو وبلارمو ومازارا دلفالو بمقاطعة صقلية. وقد أكد كاتب الدولة في هذه اللقاءات على التوجهات الجديدةلتونس في تناولها لموضوع الهجرة مؤكدا على التزام الحكومة التونسية بتبني قضايا المهاجرين والدفاع عن حقوقهم المشروعة اينما كانوا. وأعلن في هذا الاطار ان كتابة الدولة للهجرة ستعمل بالتنسيق مع الهياكل التونسية المعنية من وزارات ومؤسسات مجتمع مدني على تنسيق تدخلاتها وترشيد أدائها مبينا ان برامج متعددة وقع اتخاذها بعد لتطوير طرق التواصل بين الجالية وتونس وإحداث خلايا تهتم بمشاغل كل فئة على حدة كالطلبة والكفاءات ورجال الاعمال. وأشار في هذا المجال الى ان تونس ستستقبل في الصائفة المقبلة حوالي 1000 طفل من ابناء المهاجرين المعوزين في اطار مصائف ويقع اختيارهم بطريقة شفافة وموضوعية، كما سيتم تنظيم اسبوع خاص بتطوير أداء الجمعيات التونسية للهجرة.