شهد نزل الزيتونة بالاص بصفاقس الاحد 19 فيفري 2012 تنظيم ملتقى فكري حول التكوين والتشغيل مسؤولية وطنية يبحث في اشكاليات ملاءمة برامج التكوين والتعليم مع حاجيات التشغيل وما السبل المطلوبة للقضاء على ظاهرة البطالة المستفحلة بين مختلف الاوساط وجاء تنظيم هذا الملتقى ببادرة من مجمع شركات سوكومينين المختص في مجال صناعة التجهيزات المعدنية وهياكل الصناعات المستعملة في مجالات الطاقة والمياه والصناعات الكيميائية وقد تحدث ناصر الفارسي الرئيس المدير العام لمجمع سوكومينين الذي يعتبر من اكبر الشركات الرائدة في تونس في تصنيع الهياكل الحديدية وتصديرها الى الخارج عن هذه التظاهرة فقال ان تنظيمها يعتبر امتدادا لسياسة دابت عليها المؤسسة في مجال التكوين والمساهمة في دفع التشغيل كما انه يندرج ضمن الانفتاح على محيط المؤسسة ومعاضدة مجهود الدولة في دفع نسق التنمية والتشغيل وواكب اشغال هذا الملتقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي منصف بن سالم ووزير التكوين المهني والتشغيل عبد الوهاب معطر الى جانب ممثلين عن القطاع الخاص ومؤسسات التعليم العالي وهياكل التشغيل وفي مداخلة له قال والي صفاقس محمد علي الجندوبي ان هذه الجهة تعد 80 الف عاطل عن العمل من بينهم 17 الفا من اصحاب الشهادات العليا وهو رقم يعتبر ارفع نسبة لبطالة اصحاب الشهائد العليا بين ولايات الجمهورية في حين ان مداخلة عبد الوهاب معطر وزير التكوين المهني والتشغيل تركزت على ضرورة تغيير المقاربة وطريقة التعامل مع مسالة التشغيل باعتبار ان المقاربة السابقة الفاشلة ساهمت في تردي الوضعية وانتجت 220 الف عاطل عن العمل منهم ما لا يقل عن الثلثين في اختصاصات لا علاقة لها بسوق الشغل ولا بحاجياته واضاف وزير التكوين المهني والتشغيل ان الخلل في التكوين لا يقتصر على التكوين الجامعي فحسب وانما طال كذلك المستويات الاخرى من التكوين مثل التعليم والتكوين المهني وهو ما جعل العدد الجملي للعاطلين عن العمل ببلادنا يتجاوز 800 الف عاطل واعتبر ان من شروط المقاربة الجديدة ان تكون قائمة على الصراحة والمكاشفة والتشخيص الدقيق ومن دون اي مغالطات قصد الوصول الى اقوم السبل التي تساعد على انهاء معضلة ومحنة البطالة التي تشكل اكبر الهواجس والتحديات المطروحة واعتبر عبد الوهاب معطر انه في ظل الاوضاع الحالية فانه لا الدولة ولا القطاع الخاص بمقدورهما استيعاب كامل العاطلين عن العمل لان اشكالية البطالة في تونس اشكالية هيكلية وتتعلق بفساد اختيارات وتصورات وبمنوال تنمية خاطئ وشدد الوزير معطر على ان الحاجة ملحة وعاجلة الى الاسراع في القيام باصلاح منظومة التكوين المهني لتستجيب لحاجيات المشاريع التنموية الكبرى التي تمكن في المستقبل القريب من توفير 80 الف موطن شغل وقال ان وزارة التكوين المهني والتشغيل تضع اعتمادات هامة لدفع التشغيل واشار الى مؤتمر وطني حول موضوع التشغيل سيلتئم في شهر افريل 2012 من ناحيته تحدث منصف بن سالم وزير التعليم العالي والبحث العلمي عن احداث خطة مستشار بوزارة التعليم العالي مكلف بملف اصلاح التعليم العالي وهو ما يعكس عزم الوزارة على مراجعة منظومة التكوين واصلاحها حتى يتم وضع حدا للدور السلبي الذي لعبته الجامعة طيلة عقود من تفريخ العاطلين عوض ان تكون فضاء لتكوين وتخريج الكفاءات التي تقدم الاضافة للاقتصاد والمجتمع كما طالب الوزير منصف بن سالم الحكومة بدعوة المجلس التاسيسي الى اصدار قانون يعطل القوانين المعطلة للتنمية قاصدا بذلك البيروقراطية وطول الاجراءات الادارية التي تسبق الانجاز الفعلي للمشاريع واستشهد بعدم القدرة على انجاز مجموعة من المبيتات الجامعية التي بلغ عددها 12 مبيتا بصفة فورية رغم توفر الاعتمادات وفي موضوع اخر غير متصل بالتكوين ولا بالتشغيل قال منصف بن سالم ان هناك اطرافا تعمل سرا وجهرا من اجل اسقاط الحكومة قبل نهاية مارس القادم عوضا ان تسعى الى جانب الحكومة في خدمة وانجاز القضايا العاجلة التي تحتاج اليها البلاد وتحدث عن التعطيلات التي تتعرض لها الحكومة وعدم قيام الاعلام بدوره الكافي في تغطية ومواكبة مجهودات الحكومة