منذ صباح أمس تمركزت وحدات أمنية من مختلف الفرق أمام وداخل إقليم الأمن والحرس الوطنيين بسوسة بناء على أنباء كانت تفيد بأن أنصار التيار السلفي الجهادي يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية أمام هذه المؤسسات الأمنية. ومنذ ساعات الصباح الأولى بدأت العناصر السلفية تتوافد على «حي الرياض» الذي اختاره القائمون على الوقفة الاحتجاجية نقطة تجمعهم وانطلاقتهم وقد وصل عدد الوافدين من معتمديات (القلعة الكبرى والقلعة الصغرى وحي الزهور والعوينة وهرقلة وحتى من معتمدية جمال) قرابة 700 مشارك انطلقوا في مسيرة رافعين الرايات السوداء والبيضاء مكتوب عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله» التي باتت تعرف براية أو علم الخلافة، رافعين شعارات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين في أحداث بئر علي بن خليفة منادين بشعارات مناهضة لجهاز الأمن السياسي ومن بين الشعارات المرفوعة «تونس تونس حرة حرة والأمن السياسي على برة» و«يا شعب فيق فيق البوليس السياسي يحكم فيك» حتى وصلوا إلى إقليم الحرس الوطني لتنفيذ وقفتهم الاحتجاجية التي تحولت إلى مهرجان خطابي تداول على الكلمة فيه أكثر من ستة أشخاص لخصوا مطالبهم المتمثلة في ضرورة الإطلاق الفوري لكل المعتقلين والكف الفوري عن حملة المداهمات والاعتقالات التي وصفوها بالعشوائية وضرورة احترام حرمات البيوت عند دخولها والالتزام بالقانون عند عملية المداهمة أو الإيقاف. وقد أمهلوا السلطة الأمنية مهلة تنتهي بعد غد الجمعة لتحقيق مطالبهم و إلا فإنهم سينظمون مسيرة مليونية من أجل ذلك وأكدوا حرصهم الشديد على تحقيق مطالبهم. وقد شهدت الوقفة تنظيما محكما لاحظه كل المارين من على الطريق الرئيسية رقم واحد حيث تكفلت مجموعة بحراسة الباب الرئيسي لإقليم الحرس في حين تكفلت مجموعة أخرى بتسيير حركة المرور والحرص على عدم توقفها وكانت هذه المجموعات ترتدي زيا موحدا يحمل على الصدر «لجنة حماية المساجد بحي الرياض» وعلى الظهر عبارة «القرآن والسنة». ومن جهة أخرى وجه القائمون على هذه الوقفة عبر مكبرات الصوت دعوة واضحة لالتزام الهدوء و عدم تعطيل حركة السير والمحافظة على الممتلكات وعدم الاستجابة للاستفزازات مهما كان مصدرها مؤكدين على الطابع السلمي لوقفتهم. وقد علمنا أن وفدا ضم عنصرين من السلفيين وأحد القيادات الجهوية لحركة «النهضة» وممثلين عن فرع سوسة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التقوا مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى و قد رفع ممثل التيار السلفي مطالب المحتجين سابقة الذكر وأكدت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان للمسؤولين الأمنيين ضرورة الالتزام بحماية الحرمة الجسدية للموقوفين واحترام الآجال القانونية للإيقاف.