على الرغم من أننا مازلنا في الجولة التاسعة ذهابا فقط من عمر البطولة إلاّ أن ما لاحظناه لدى جماهير «الأخضر والأصفر» أنها بدأت تتحدّث عن التتويج بلقب هذا الموسم أو بالأحرى تمنّي نفسها بالعودة إلى منصّات التتويج وتحلم بمعانقة الألقاب ولم لا إعادة زمن الأمجاد الذي كان شاهدا على صولات وجولات فريق الضاحية الشمالية للعاصمة. «التونسية» استغلّت فرصة التواجد بملعب عبد العزيز الشتيوي لتطرح بعض الأسئلة على مدرب الفريق الفرنسي «جيرار بوشار» فكان لنا معه هذا الحوار: في البداية اكتفيتم بالتعادل أمام النادي الصفاقسي وهو الثاني بعد مباراة جرجيس، فهل ذلك يعود إلى فترة الراحة التي ركنت لها البطولة؟ لا، لن نلقي باللوم على فترة الراحة التي خضعنا لها وإنما هناك عوائق أخرى حالت دون تحقيق الانتصار فمثلا في مباراة ترجي جرجيس مثلت حالة الميدان السيّئة عبئا ثقيلا على اللاعبين وكبّلت أرجهلم. ماذا عن مباراة أول أمس ضدّ النادي الصفاقسي؟ لعبنا أمام منافس محترم وكان مطالبا بالانتصار لكننا فاجأناه بهدف أول قبل أن نقبل هدف التعادل في مناسبة أولى إثر سوء تمركز من خط الدفاع وهو ما أربكنا وجعلنا نقوم ببعض الأخطاء البدائية إلى جانب عامل الرياح الذي ساهم بقسط وافر في قبولنا لهدف ثان مفاجئ، وخلال فترة الراحة طلبنا من اللاعبين التركيز واستغلال عامل الرياح أيضا والعمل على المباغتة وهو ما كان لنا بعد مرور دقيقة فقط عن صافرة بداية الشوط الثاني وكنّا قادرين على انتزاع الانتصار، لكن ذلك لم يحدث واكتفينا بتعادل أعتبره مرضيا. ألا يمكن القول إنكم خسرتم نقطتين في ظلّ تعادل منافسكم المباشر والمتصدّر النادي البنزرتي؟ مثلما أسلفت الذكر فنحن كنا متأخرين في النتيجة ثمّ عدّلنا، لذلك فإننا ربحنا نقطة ثمينة أمام منافس عتيد حضر إلى المرسى من أجل العودة بالانتصار لا غير وأجبرناه على التعادل. الجميع أصبح يقرأ للقناوية ألف حساب ما سرّ ذلك؟ لا يوجد سرّ في الموضوع فقط العمل المتواصل وتطبيق التعليمات بحذافرها إلى جانب عامل أساسي لا يجب أن ننكره هو إصرار اللاّعبين الذي لمسته فيهم خلال الحصص التدريبية وأيضا أثناء المباريات والدليل أنها المباراة الثانية التي نعود فيها في لقاءاتنا من بعيد وهذا يعود إلى لحمة الفريق ورغبتهم في الانتصار. تنتظركم مباريات صعبة خلال الشهر الحالي، فبعد النادي الصفاقسي أمامكم لقاء النجم الأسبوع القادم ثم الأولمبي الباجي وأخيرا الترجي في لقاء مؤجّل، هل أعددتم العدّة جيّدا؟ نحن نخوض كل لقاء على حدة وأشرنا للاعبين إلى أن الانتصارات التي سنحققها خلال شهر مارس ستكون بمثابة الذهب الخلاص «ضاحكا» وستساعدنا كثيرا في إلجام الأفواه التي شكّكت في عمل الفريق واعتبرت أن اعتلاءه المركز الثاني في الترتيب هو من قبيل «ضربة الحظ» وقابل للزوال. إذن ما ردّك على هذه الادعاءات؟ ليس لديّ تعليق فقط أتقبّل هذا الأمر وسأعتبر أنه من قبيل «أعداء النجاح» الذين يصطادون في الماء العكر ويرفضون بروز اسم «القناوية» ضمن الرباعي التقليدي. جماهير المستقبل أصبحت تمنّي نفسها بلقب يردّ لها زمن الأيام الخوالي، فهل فريقك جاهز لتحقيق هذه الأمنية؟ لنتّفق أوّلا أن ما يخالج صدور وقلوب المرساوية أمر مشروع ومباح بالنظر لنتائج الفريق وأنا معها في ما ذهبت إليه وهل هناك مدرب لا يعشق معانقة الألقاب؟ لكن للأمانة هناك معطيات أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار فنحن لا نلعب لوحدنا بل أمامنا منافسون بمختلف المستويات إلى جانب أننا نفتقد إلى خبرة التتويجات أو بالأحرى ثقافة الانتصارات التي تذهب بنا نحو التتويج، لكن الحلم يبقى مشروعا ولم لا إذا تهيأت لنا هذه الظروف، فمن الممكن أن تروا المستقبل في «ثوب البطل» بديلا عن الترجي الذي يسيطر على البطولة التونسية وإن لم يكن موجودا لأكدت أننا نسير في طريق مفتوح. تقصد أن الترجي يحول دون تربعكم على عرش البطولة؟ الترجي فريق كبير ويملك مجموعة من اللاعبين ذوي الخبرة الكافية التي تؤهلهم إلى التعامل الحسن مع مختلف المتغيّرات وها هو الآن يزحف رويدا رويدا وعائد بقوّة وسيكون كالعادة المتنافس رقم 1 على الدوري التونسي. لماذا ذكرت الترجي وتغافلت عن ذكر المتصدّر الحالي النادي البنزرتي؟ لا، ليس تغافلا فحال النادي البنزرتي مثل حالنا يملك لاعبين شبانا يقدمون كرة قدم جيّدة لكنهم يفتقدون إلى ثقافة التتويج التي أتيت على ذكرها منذ قليل. معنى ذلك أنك تخرج النادي البنزرتي من دائرة المراهنة على اللقب لهذا الموسم؟ لا، لم أقصد ذلك ولم لا إن فاز النادي البنزرتي بالبطولة فسنفرح كثيرا وهذا سيفتح المجال أمام أندية أخرى للإيمان أكثر بحظوظها، وعلى كلّ فإن البطولة مازالت في بداياتها وأتمنى أن تحمل لنا بقية الأطوار مفاجآت سارة لفريقنا. ما رأيك في قرار «الويكلو»؟ كرة القدم لعبة فرجويّة ولا تحتمل غياب الجماهير عنها وقرار «الويكلو» وإن كانت أسبابه دواعيه أمنية إلاّ أنني أعتقد أنه ظالم في حق الجماهير وحق الأندية التي تعاني من ضائقة مالية. بماذا تريد أن تختم؟ أودّ أن أشكر لاعبي المستقبل على المردود الذي يقدّمونه من مباراة إلى أخرى وأدعوهم إلى الصبر والعمل وأنا واثق جدّا أن المستقبل سيكون حليفنا.