خلال مسيرتها المهنية قدمت الإعلامية إيمان بحرون عديد البرامج التلفزية الاجتماعية على غرار «عن حسن نيّة» و«الحقيقة» كما عملت بوكالة تونس إفريقيا للأنباء، ومنذ فترة قصيرة تم تعيينها مديرة للقناة الوطنية الثانية أو «قناة الجهات". للحديث عن التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها القناة اتصلنا بإيمان التي أفادتنا أنها اليوم أمام مسؤولية تاريخية خاصة وأنها أول امرأة تتقلد مهمة إدارة تلفزة عمومية، وقالت بحرون في هذا الصدد: «مسؤوليتي اليوم تاريخية فإذا ما كتب لتجربتي النجاح فسأفتح أبواب المستقبل أمام أسماء نسائية أخرى لتقلد هذا المنصب، وفي صورة فشلي ربّما سيقع إعادة التفكير في تعيين امرأة على رأس المؤسسة في السنوات القادمة". وبخصوص أيهما أصعب في مسيرتها المهنية: الإعلام أم الإدارة قالت محدثتنا «أن تكون إعلاميا مكلفا بإعداد برنامج أصعب.. لكن في اعتقادي أن الإدارة أصعب إذ أصبحت مسؤولة عن مضمون وتوجه المؤسسة ككل، ولا أخفي عنكم أنّي رفضت في البداية هذه الفكرة لأني لم أكن مهيأة لها، فمن الصعب أن أمسك بزمام الأمور في مرحلة تطالب فيها أغلب الجهات بإزاحة الستار عن مشاكلها ومعاناتها وتطالب الإعلام بمنحها المكانة التي تستحقها. المسؤولية الملقاة على عاتقنا كبيرة خاصة في ظل الإمكانيات المتواضعة التي تمتلكها الوطنية الثانية". وحول نوعية الاتهامات الموجهة للقناة قالت بحرون: «أغلب الاتهامات التي تصلنا تتعلق بتقصير القناة في تغطيتها لبعض الجهات التي يشعر متساكنوها بالتهميش ويطالبون بحقّهم في التغطية الإعلامية. وفي الحقيقة أعتبر أنّ قرار الإعلان عن تسمية قناة الجهات كان متسرعا إذ حمّلتنا الإدارة السابقة مسؤولية كبيرة خاصة في ظل ضعف الإمكانيات البشرية للقناة وقلة الوحدات الجهوية التي لا تتمركز في جميع الولايات». وردّا عن سؤالنا حول إمكانية تعزيز الموارد البشرية لهذه المؤسسة ذكرت بحرون أن هذه العملية مرتبطة بالميزانية ويجب أن تحظى بموافقة الحكومة لإدراجها في الميزانية التكميلية. وبخصوص أصعب الملفات التي واجهتها عند تسلمها لمنصبها قالت السيدة إيمان «الملف الشائك الذي واجهته هو الأخبار فالقناة لا يمكن أن تحقق أهدافها دون تقديم مادة إخبارية تغطي الأحداث الجهوية والوطنية ولهذا طالبت منذ البداية باستقلالية القناة عن نظيرتها الوطنية الأولى وقمت بإلغاء النشرة الإخبارية التي يُعاد بثها على الساعة العاشرة وتمكنت بفضل عزيمة الفريق العامل في الوطنية الثانية من تقديم مجلة إخبارية يوميّة تحمل عنوان «تونس هذا اليوم". وحول غياب الانتاج الدرامي الرمضاني في برمجة القناة أفادتنا بحرون أن ضيق الوقت وضعف الميزانية بالإضافة إلى عدم توفر نصوص درامية جيّدة حسب ما ذكرته لجنة القراءات كانت وراء قرار عدم إنتاج مسلسل درامي رمضاني مشيرة إلى أن القناة ستقوم بشراء أعمال عربية، في المقابل أكدت بحرون قائلة «القناة تفتح أبوابها أمام شركات الإنتاج الخاصة لتقديم اقتراحاتها ونتمنى أن نقدم الإضافة في البرمجة الرمضانية القادمة". وبخصوص موقفها من اعتصام العديد من الأشخاص أمام مقر التلفزة قالت محدثتنا: التظاهر مقبول شكلا لكن طريقة الضغط التي تمارسها بعض الأطراف قد تنعكس سلبا على قطاع الإعلام، نحن بدورنا كإعلاميين نطالب ب«تطهير» الإعلام لكن في المقابل نرفض كل أشكال العنف المادي واللفظي الذي يعيدنا إلى الوراء. وفي اعتقادي أن «أهل الدار» أقدر على إصلاح ما فسد وشخصيا أظن أن هذا الاعتصام ليس عفويا بل هناك أطراف تؤطره وتنظمه".