أكد السيد حسين الجزيري كاتب الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج مساء يوم السبت 10 مارس الجاري لدى إشرافه على اجتماع بعدد من التونسيين المقيمين بالنمسا أن الثورة التي فجرت الحريات وسمحت بتعدد الأفكار وتعايش مختلف الأطياف السياسية، جعلت من تونس مثالا يحتذى في التحول السلمي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية مبينا أن الثورة أعادت الشعور بالمواطنة لدى أفراد الجالية وصالحت بالتالي بين مكونات الوطن في الخارج والداخل. وأضاف كاتب الدولة أن إرادة إنجاح الثورة في ظرف اقتصادي صعب يتطلب من التونسيين بالخارج أن يتجندوا لدعم التنمية في تونس وأن يعطوا لها أكثر ممّا يأخذوا منها. وبعد أن ذكّر السيد حسين الجزيري بالإصلاحات الجارية حاليا في منظومة الهجرة وبتمثيل الجالية في الحكومة وفي المجلس الوطني التأسيسي وبالإجراءات العملية التي سوف تفعّلها الحكومة لتلبية عدد من انتظارات الجالية، شدد على ضرورة أن توظف هذه الأخيرة طاقاتها الكبيرة في الاستثمار في مشاريع تنموية تثري الثروة الوطنية وتحدث المزيد من مواطن الشغل بالإضافة إلى ترجمة اهتمام الدول الصديقة والشقيقة بتونس إلى مشاركة فعّالة في دفع نسق النموّ. وفي هذا الإطار، دعا كاتب الدولة مكونات الهجرة إلى تنشيط الحركية السياحية بالبلاد سواء من خلال الإقبال المكثف على الوجهة التونسية أو من خلال العمل على حثّ السياح الأجانب على زيارتها، وأضاف أن الجالية التونسية مدعوة اليوم إلى القطع مع الأساليب البالية للنظام السابق والتفكير في أساليب مستحدثة للتضامن مع تونس من خلال تقوية العمل الخيري واستهلاك المنتوج التونسي والترويج له وتشبيك الجمعيات في الخارج والداخل وتجنيد الكفاءات العليا لدفع التنمية ونقل التكنولوجيا الحديثة. وتيسيرا لطرق التواصل بين الوطن وأبنائه، أعلن السيد حسين الجزيري عن قرب إحداث قاعدة معلوماتية تفاعلية من طرف كتابة الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج ووضع مرصد وطني لمتابعة أوضاع الجالية التونسية أينما كانت والتفاعل مع مشاغلها واقتراحاتها في الآن نفسه.