في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى ألمانيا أشرف السيد حسين الجزيري، كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الاجتماعية المكلف بالهجرة بكل من برلين وميونيخ، على اجتماع عام بالجالية التونسية وممثلي المجتمع المدني بهما. وقد كان هذان اللقاءان مناسبة أبرز فيهما السيد كاتب الدولة أبعاد السياسة الجديدة للحكومة في الإحاطة بالجالية المقيمة بالخارج التي تمثل ما يزيد عن عشر سكان تونس مبرزا أن الجالية بالمهجر امتداد لتونس بالخارج وهي سفيرة لتونس بالخارج وأن البرامج الجديدة ستكون موجهة لخدمتها وليس لاستقطابها في تلميع صورة النظام أو لخدمة مصالحه الضيقة، وأن للجالية بالخارج الحق في أن تسترجع وتشعر بمواطنتها التي فقدتها في العهد البائد. وفي كلمته أبرز السيد كاتب الدولة أبعاد الثورة التونسية التي أرجعت للمواطن كرامته ومكّنت تونس لأول مرة من خوض غمار التجربة الديمقراطية عبر تنظيم انتخابات تشريعية شفافة ونزيهة عاشت أطوارها الجالية التونسيةبألمانيا وأنه يخطئ من يظن أن تونس التي اختارت طريقها نحو الديمقراطية يمكن أن ترجع يوما ما إلى الاستبداد. أما ما تعرفه بلادنا من تصعيد في المطالب وفوضى المطالب لا تعني أبدا أن الشعب لا يستحق الثورة بل تعكس العمق الشديد للظلم والفقر والتهميش الذي عرفته الناس. وبهذه المناسبة دعا السيد كاتب الدولة أفراد الجالية إلى المساهمة في جهود التنمية ببلادنا عبر الاستثمار المباشر ببلادنا وتحويل مدخراتهم المالية نحو تونس والمساعدة في جلب الاستثمارات والتعريف بمناخ وإمكانيات الاستثمار بتونس حتى تتمكن بلادنا من رفع التحديات الكبيرة التي تواجهها خاصة منها التشغيل والتوازن الجهوي ومقاومة الفقر الذي أظهرت الثورة أبعاده الحقيقية. وشكل هذا اللقاء فرصة للاستماع إلى مشاغل وتطلعات الجالية ومكونات المجتمع المدني التونسيبألمانيا واستكشاف السبل الكفيلة بتنسيق الجهود من أجل التواصل مع مكوناتها والتفاعل بينها وما يحدث في تونس بما يؤمن لها مشاركة أكثر إيجابية في تحقيق أهداف ثورة الكرامة بتونس. وقد كانت هذه المناسبة فرصة أيضا للجالية للتعبير عن وقوفها مع الحكومة الجديدة وانتظاراتها منها في سبيل تحقيق أهداف الثورة وإكمال مسيرة الانتقال الديمقراطي.