(وات) - أكد رئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي أن "الوطنية لا تتطلب سوى أن يحب المرء وطنه وشعبه وأن ينتصر للحق ولو بكلمة"، ملاحظا أن الحرية كانت ولا تزال قيمة أساسية ومركزية في نضال الشعب التونسي الذي قال إنه "سطر ملحمة الحرية من جديد مثلما سطرها الأجداد والآباء رغم قلة الإمكانيات ورغم ما استعملته الدكتاتورية من عسف وظلم وقوة". وبين المرزوقي خلال موكب رسمي انتظم صباح اليوم الثلاثاء بقصر قرطاج، بمناسبة الاحتفال لأول مرة باليوم الوطني لحرية الانترنات، أن الفضاء الافتراضي احتضن تبادلا مثمرا للأفكار وتوضحت فيه ملامح كثيرة للممارسات الديمقراطية، مشيرا إلى أن هذا الفضاء يعج اليوم بالمواقف مما يجري على الساحة السياسية. واعتبر أن المدونين "برهنوا طوال سنوات الجمر على وطنيتهم وعلى حبهم للحرية عبر النضال ضد الدكتاتورية"، مبينا أن الكثير منهم حطموا أسطورة النظام وفضحوا أكاذيبه وأظهروا عيوبه, "سلاحهم في ذلك لوحة مفاتيح وإرادة وكرامة"، حسب تعبيره. وأضاف رئيس الجمهورية أن المدونين التونسيين أبدعوا في خلق نماذج للكفاح ضد الاستبداد، استعارها غيرهم من مدوني البلدان الأخرى, مثلما أبدعوا في "مقارعة جيوش البوليس السياسي الناشط على الانترنات"، مذكرا بما تعرض إليه عديد المدونين من اعتقال وضرب وحصار لنصوصهم لمنعهم من التواصل مع أبناء وطنهم. وقال إن الفقيد زهير اليحياوي (الذي توفي في 13 مارس 2005)، يعد "أحد أبطال هذا النضال الافتراضي" وكان من رواد ومؤسسي المقاومة الافتراضية لنظام بن علي على شبكة الانترنات، مضيفا : "إننا اليوم هنا لنحيي ذكراه وحتى ترتبط هذه الذكرى بالحرية في رمزيتها العالية" . وتابع المرزوقي يقول: "إن مهمة المدونين لم تنته" وإنه بإمكانهم المساهمة في "بناء الديمقراطية وفي فضح أعدائها ونقد السلطة والتعريض بها، إن وقعت في الظلم أو تراخت في تحقيق أهداف الثورة أو حادت عنها". ولاحظ أن الصراع اليوم هو "بين الديمقراطية وأعدائها"، معتبرا أن "من يرفض حكم صناديق الاقتراع ومن يختلق المشاكل لتعطيل مسيرة الشعب نحو تحقيق آماله في الحياة العزيزة والحرة لا يمكن أن يكون ديمقراطيا"، داعيا إلى التحلي بالقدرة الأخلاقية التي قال إن أعداء الديمقراطية يفتقدونها." وقد تميز هذا الموكب بتولي رئيس الجمهورية تقليد والدة الفقيد زهير اليحياوي الصنف الأول من وسام الجمهورية, والتي دعت بالمناسبة الشباب التونسي إلى الدفاع عن حريته التي استردها بعد الثورة, معبرة عن الاعتزاز لرؤية الحلم الذي ناضل ابنها من أجله يتحقق. ومن جهته أبرز القاضي مختار اليحياوي عم الفقيد، دور المدونين في المقاومة الافتراضية، ملاحظا أن تونس هي "في صدارة دول العالم التي استعملت كل الطرق والتكنولوجيات الممكنة لمقاومة الاستبداد".