نفت وزارة الداخلية الفرنسية ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المحلية عن اعتقال المشتبه فيه في حادث إطلاق النار أمام مدرسة يهودية بجنوبي غربي فرنسا الاثنين الماضي والذي قتل فيه ثلاثة أطفال يهود وحاخام، خاصة بعد أن تمت محاصرة منزله من قبل قوى الأمن الفرنسية لساعات. و كانت قناتا «بي اف ام» و«اي تيلي» الفرنسيتان أعلنتا أن المسلح المشتبه به في حوادث قتل سبعة أشخاص بينهم 4 يهود في تولوز اعتقل في جنوب غرب فرنسا بعد عملية للشرطة استمرت نحو 12 ساعة لكن مصادر أخرى أكدت أن فرقة خاصة من قوات النخبة حاصرته في شقته ولاتزال تواصل التفاوض معه حول تسليم نفسه إلى ساعات متأخرة من يوم أمس. و الأرجح أن قوات النخبة عازمة على مواصلة جهودها لاعتقال المشتبه فيه وقد تتمكن من اعتقاله ليلا. وتشير معلومات أولية مسربة من مصدر أمني أن المشتبه به فرنسي من أصل جزائري يدعى محمد مراح وأنه ينتمي لتنظيم القاعدة وقد قتل اليهود الأربعة انتقاما للقتلى الفلسطينيين الذين سقطوا في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. و بدأت العملية صباحا وقد سمعت عيارات نارية من حين إلى آخر في حي «لا كوت بافيه» من حول المبنى الذي تحصن فيه الرجل، الذي سبق له وأن أقام في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان التي تعتبر معقلاً أساسيا للقاعدة. كما سمع انفجار قوي على مقربة من المبنى حيث يختبئ المشتبه به. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان أن مفاوضات صعبة جرت من خلال باب المنزل الذي يوجد فيه الرجل لإقناعه بالاستسلام. وصرح غيان أن الرجل «يدعي أنه جهادي ينتمي إلى القاعدة ويريد الثأر للأطفال الفلسطينيين والانتقام من الجيش الفرنسي لتدخلاته في الخارج». وقال غيان إنه تم استقدام والدة المشتبه به إلى المكان من أجل التحدث إليه لكنها «رفضت التواصل مع ابنها مؤكدة أنها ليس لديها أي تأثير عليه». و كانت أنباء سابقة أشارت إلى أن المشتبه فيه بدا حازماً فقد أطلق النار من خلال الباب على عناصر أمنية فجُرح أحدهم في ركبته وأصيب شرطي آخر بجرح طفيف خلال العملية. وقال وزير الداخلية الفرنسي غيان إنه تم التثبت من أن هذا الرجل هو فعلاً اكبر المطلوبين في فرنسا، فقد يضع ذلك حداً لسلسلة الاغتيالات السبعة التي ارتكبت بدم بارد وأثارت استنكارا واسعا وأدت إلى تعليق حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في 22 أفريل المقبل.