منذ تسلم الطبيب عبد اللطيف المكي وزارة الصحة وهو لا يكل من الحديث عن عوائق هيكلية في قطاع الصحة العمومية يتحمل مسؤوليتها النظام البائد و كثيرا ما دافع الوزير –القيادي السابق في الإتحاد العام التونسي للطلبة –عن فكرة الإصلاح الشامل. ولقد تذكرت حديثه المتفائل بنبرة الثوار المنتصرين وأنا أزور مستشفى «شارل نيكول» يوم أمس ،كانت وجهتي القسم 10 الذي يضم طوابق أربعة فيها أقسام العظام والمفاصل والقلب والشرايين والطب الباطني، وكما تلاحظون فمرتادو هذه الأقسام من المرضى من فئة تحتاج الرعاية والمساعدة الخاصة . ما لم تصدقه عيناي ووثّقته آلة التصوير أن المصعد الوحيد المخصص لكل هذه الأقسام معطب منذ أكثر من عشرين يوما ولم تحرك إدارة المستشفى ساكنا رغم معاناة المرضى المقيمين بالقسم وزوارهم .فما رأي السيد الوزير الذي ينادي بالإصلاح الهيكلي في مصعد لا يبعد عن مقر الوزارة سوى مئات الأمتار يظل معطبا طيلة هذه الفترة ولا يهتز جفن لمسؤولي المستشفى الذي جعل لعلاج الناس لا لزيادة آلامهم؟ يذكر أن مستشفى «شارل نيكول» تأسس عام 1897 تحت اسم المستشفى المدني الفرنسي Hôpital civil français وقد اتخذ تسميته الحالية عام 1946 تخليدا لذكرى الطبيب والعالم الفرنسي «شارل نيكول» الذي أدار معهد باستور بتونس وحصل على جائزة نوبل عام 1928.