الزائر لمستشفى شارل نيكول يلاحظ الاكتظاظ الكبير سواء داخل القسم الاستعجالي أو داخل اقسام العيادات الخارجية.. يلاحظ توتر العلاقة الدائم بين الاطار العامل من جهة والمرضى وخاصة مرافقيهم من جهة اخرى.. فالاطار الطبي وشبه الطبي يشتكي من ضغط العمل وخاصة من عدم تفهم المرضى ومرافقيهم لاجراءات وضرورات العمل وخاصة لأولويات الكشف والعلاج ولعدم التمييز بين الحالة المستعجلة والحالة غير المستعجلة وبعدم ادراك ضروريات الكشف من اجراء التحاليل والصور وانتظار النتائج.. والمريض ومن يرافقه يعتبرون ذلك اهمالا وتقصيرا وتجاهلا لآلامهم ومعاناتهم.. والكل يريد أن يمر قبل الآخر ويريد أن يعالج قبل الآخر مما يخلف حالة من الفوضى ومن التصادم أحيانا. «الصباح» التقت بعض المرضى وبعض المرافقين واستمعت الى مشاغلهم ورأيهم في المستشفى وما يوفره من علاج وخدمات طبية وصيدلية، انتظار ممل السيدة سالمة (ج) اصطحبت زوجها المسن للقسم الاستعجالي لمستشفى شارل نيكول وأكدت انها في حالة انتظار منذ ما يزيد عن الساعتين. واشارت الى أن هذا الانتظار الممل داخل قاعة الاستقبال أصابها هي ايضا بالمرض، مضيفة أن مستشفى شارل نيكول رغم ما يوفره من خدمات طبية هامة فإن الاكتظاظ سبب البلية، فالجميع من شرق البلاد وغربها يصبون في هذا المستشفى الذي لم يعد قادرا على استيعاب الجميع.. اجراءات إدارية من جانبه تحدث السيد ابراهيم ساسي الذي جاء ليعالج اثر سقوطه في حادث شغل، مؤكدا أنه في انتظار نتائج الصور بالاشعة التي اجراها منذ ما يزيد عن الساعة، قائلا انه يشعر بآلام حادة في الظهر وبعد قرابة الاربع ساعات عن تعرضه لحادث لم يعرف ما أصابه وما مدى خطورة اصابته، وانتقد السيد ابراهيم الاجراءات الادارية الواجبة قبل الخضوع الى أي علاج مؤكدا أن حالة البعض لا تسمح لهم بالوقوف امام الشبابيك لدفع معلوم العلاج ولكنه يجبر على ذلك قبل أية مبادرة من الاطار الطبي أو شبه الطبي لعلاجه. الصيدلية وحول ما توفره صيدلية المستشفى من دواء، ذكر السيد المولدي ل. (53 سنة) أنه من متساكني باب بنات وأن مستشفى شارل نيكول هو الأقرب بالنسبة اليه لذلك يلتجئ له كلما دعت الحاجة الصحية لذلك مضيفا أن صيدلية المستشفى توفّر بعض الأدوية للمرضى ولكن غالبية الدواء الذي يصفه الطبيب غير متواجد مما يضطره إلى اشتراء الدواء من الصديليات الخارجية أحيانا وأحيانا أكثر يضطرّ إلى تجاهل ما وصفه له الطبيب. وتطرّق السيد المولدي الى الحالة التي عليها القسم الاستعجالي مشيرا إلى ضيق المكان وحتى ان رغب أحدهم في الترويح عن النفس بعيدا عن المرضى الآخرين فانه يجد نفسه مباشرة في الشارع وعلى طريق تؤمها يوميا آلاف السيارات.. مما يجعل الاكتظاظ كبيرا في الداخل. الاستعجالي نفس الموضوع تطرّق له السيد الهاشمي دلالة (إطار بنكي) مؤكدا أن الخدمات المتوفرة في مستشفى شارل نيكول يصعب وجودها حتى في المصحات الخاصة لكن التركيز الكبير على هذا المستشفى من قبل المواطنين وحتى رجال الحماية المدنية يجعل هذه الخدمات تقل كما أن الشكل المعماري للمستشفى وخاصة قسم الاستعجالي يعقد من مهمة الاطار الطبي وشبه الطبي، فضيق المكان يخلف عديد المشاكل داخل القسم ويتسبب في تعكير الاجواء خاصة أن الزائرين لهذا القسم يكونون بالاساس في وضع نفسي صعب ولا توجد حديقة ولا ساحة شاسعة يمكن للمريض أو المرافق ان يرتاح فيها.. ليبقى المريض في وجه المريض وتكثر المشاكل بين الجميع.. وطالب السيد الهاشمي بضرورة التفكير في توسيع القسم الاستعجالي ولمَ لا نقلته الى مكان أوسع وأرحب. مرضى وموتى في نفس القاعة الآنسة رفيقة (22 سنة) أصيبت في حادث دراجة وعبرت عن استغرابها الشديد من البطء في التعامل مع الحالات الوافدة وخاصة المصابين في حوادث.. وتساءلت رفيقة عن سوء التنظيم الذي وصل الى حد الابقاء على موتى الى جانب المرضى في القسم الاستعجالي مشيرة الى أن الواقي الموجود او العازل لا يكفي، فمن الضروري ايلاء اهتمام لهذا الجانب مؤكدة انه من غير المعقول أن يدخل انسان لقسم الاستعجالي فيفاجأ بوجود ميت.