قالوا "اخلعوا نعال السياسة و مرحبا بكم في هذه الأرض الطيبة، لقد سمعتم عنا، بلغتكم عنا روايات متأرجحة بين التأريخ و النقد، و قد آن الأوان أن تسمعوا عنا"، هكذا استقبلنا أهالي مدينة الرقاب من ولاية سيدي بوزيد، التي دفعت بأبنائها في وجه الديكتاتورية حتى تزيلها من وجه الساحة، قالت "هذه حريتكم ردت إليكم"... في بداية مهرجان الثورة بالرقاب في دورته الثانية، تنقلنا على عين المكان وكلنا ثقة في حسن الاستقبال وكانوا عند حسن الظن فاستقبلونا بصدر رحب وبعض اللوم نتقبله. إذا تحت شعار "حتى لا ننسى" انتظم مهرجان الثورة بالرقاب 2011-2012 و على امتداد ثلاثة أيام: 23، 24 و25 مارس. انطلقنا كضيوف مرحب بهم ووجدنا تعاونا كبيرا من طرف المكتب الإعلامي للمهرجان وباتصالنا بالسيد عبد الرؤوف عبيدي المنسق الاعلامي بالمهرجان أكد لنا أنه ايمانا من أبناء الجهة أن الثورة التي انطلقت شرارتها الأولى من ولاية سيدي بوزيد يجب أن ترافقها ثورة ثقافية يطمحون من ورائها الى ترسيخ روح البناء ورفع سلاح الثقافة في وجه كل من تخول له نفسه أو نفوذه التعدي على روح الشعب، مبينا في الوقت ذاته أنه و بعد النجاح الذي لاقته الدورة الأولى للمهرجان أيام 25، 26 و27 مارس 2011 رغم الظروف الحرجة و الغياب الكلي للأمن في أرجاء الجهة فانه بتضافر جهود أبناء الرقاب امكن ضمان حسن سير المهرجان، وكان التعويل في الدورة الأولى على مجهودات خاصة وتبرعات الأهالي وبعض المستثمرين المحليين، و لم يفوت عبد الرؤوف عبيدي الفرصة دون أن يمرر لومه قائلا :"للأسف لقينا تجاوبا تقريبا من كل أصقاع العالم، حيث أبدى العديد من الأجانب استعدادهم للحضور متنازلين عن مستحقاتهم وقد حضرت بعثة مصرية مسؤولة عن السينما إلى جانب سياح من جنسيات مختلفة كفرنسا وألمانيا إلى جانب ممثلين عن صوت الثورات الليبية، المصرية والسورية الا أن ما يؤلمنا الغياب الكلي للدعم من وزارة الثقافة التي أبدت في البداية استعدادها للدعم المادي كحق مشروع في رصد ميزانية للثقافة بالجهة سرعان ما أضحت –أي الوزارة- تتحاشى التواصل معنا، الى جانب اصرار وسائل الاعلام على مركزية الثقافة وأن تنأى بها عن المناطق الداخلية التي مازالت تعاني من حالات التهميش، لا لشيء الا لأنهم لم يغيروا شريحة النظام السابق التي ترى في المناطق الداخلية جزءا لرسم بقية الخريطة. و في سؤالنا عن الرسالة التي رفعت في بهو ساحة المهرجان "شكرا لوزارة الثقافة على عدم الدعم" أفادنا محدثنا : هي رسالة عميقة، بمنأى عن المعنى السطحي، فهي شكر صريح لان غياب الدعم خلق عنصر التحدي لدى أبناء المنطقة الغيورين فتكاتفوا على انجاح المهرجان ومكنتهم من فرصة لتفجير طاقات هذه الفئة من الشباب المكافح، ثم انها رسالة لكل شرائح المجتمع المدني قائلا :بامكاننا التعويل على أنفسنا لبناء المعجزات بمنأى عن رصد مالي من طرف الهياكل و كل الأطراف المتداخلة." انما لومنا يعود الى هضم حقنا في الابداع و لخلق، فالدورة الأولى للمهرجان هي التي رسخت مفهوم الثقافة البديلة والتحول بالعروض من اطارها الضيق الى الشارع والمنتديات و المسامرات الشعرية إلى المقاهي الشعبية، لا أن تأتي وزارة الثقافة و تتبنى حق الإبداع من خلال إرساء دورات المهرجانات العريقة كقرطاج على درب هذه الفكرة دون الاحتفاظ لنا بحقنا هذا لذلك كان شعارنا "حتى لا ننسى". - رسالة إلى وزارة الثقافة تكاتف شباب الجهة لإنجاح البرنامج - حضور لافت لعديد الوجوه من مختلف الجنسيات. و في تنقلنا في إطار المهرجان التقينا بالسيد مصطفى العلوي المندوب الجهوي للثقافة بسيدي بوزيد و أردنا معرفة رايه وتبريره في ما يخص الدعم فلقينا تجاهلا ضمنيا من خلال قوله حرفيا: لا يمكنني إفادتك بأي شيء، يمكنك الاتصال بمدير المهرجان". و بقدر استغرابنا من تصريح هذا الأخير فإننا نؤكد مدى مسؤولية الساهرين على تنظيم المهرجان الذين لمسنا منهم وعيهم وحسهم الوطني من خلال تيسير عملنا و حسن استقبال الضيوف في ظروف تنظيمية وإن كانت بمجهودات خاصة فإنها كانت في المستوى. و في كلمة الختام أكد لنا محدثنا شكره لكل من ساعدهم على إنجاح المهرجان وجدد شكره الخاص لوزارة الثقافة ولكل المتطوعين الذين يجمعون بين المعطلين عن العمل والموظفين وأصحاب المشاريع لحسن تسيير الأمور التنظيمية و الفنية للمهرجان و لم يفته أن يذكرنا أنه لا تنازل عن حقوق الشهداء و عائلاتهم، الذين لولاهم لما أتيحت لهم فرصة إحياء ذكرى الثورة داعيا لهم بالرحمة وحسن المنزلة. إذا و بإمكانيات بسيطة، استطاعت الجهة أن تجلب أنظار أصقاع العالم كما فعلتها سابقا في 9 جانفي 2011، و الأمل أن تكون هذه الدورة فرصة لجلب المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال للجهة وبعث مشاريع تنموية تفتح الآفاق لأبنائها لتحقيق أغلى ما لديهم، كرامتهم، وكأن لسان حالهم يقول: "إنما الجهة كرامة، ان ذهبت، هم ذهبوا". إذا فالدعوة مفتوحة للجميع لمواكبة المهرجان الذي يتواصل لمدة ثلاثة أيام حسب البرنامج التالي: • 23 مارس 2012 09:00: ورشات فنية للأطفال. 13:30: الرقاب مسرح "احتجاج": عبد الفتاح الكامل. 15:00: عرض أفلام دورة 2011 16:00: الرقاب للسينما التجريبية وسينما المحاولة. 19:30: الرقاب موسيقى: أرمادا بيزرتا/خالد الفالحي/ حماديdya. 20:30: حتى لا ننسى: شكري الخليفي. 21:20: عرض خاص للأفلام المنتجة في الدورة الأولى للمهرجان. 22:30: مسامرات شعرية في المقهى. • 24 مارس 2012 90:00: ورشات فنية للأطفال. 10:00: محاضرة للمؤرخة جوسلين دخلية. 11:30: الرقاب مسرح: بائعة الكبريت. 15:00: الرقاب للسينما التجريبية وسينما المحاولة. 18:00: الرقاب موسيقى: نسيم جلال ويان بيتارد. 19:30: الرقاب مسرح: سيبني نحلم. 20:30: حتى لا ننسى. 22:00: عرض خاص لفيلم طويل: لعبة جدية. 23:00: مسامرات شعرية في المقهى. • 25 مارس 2012 09:00: ورشات فنية للأطفال. 10:00: الرقاب رحل: تاريخ المنطقة بين الشفوي والمكتوب. 14:00: الرقاب للسينما التجريبية وسينما المحاولة. 17:00: الرقاب موسيقى: تكريم الفنان الهادي قلة. 19:30: الرقاب مسرح: قانون الجاذبية. 22:00: الاختتام بحضور المشاركين.