بمشاركة ما يزيد عن ألفين من أنصار التيارات الإسلامية، وخاصة التيار السلفي، بالإضافة إلى أنصار «حزب التحرير»، انتظمت صباح امس بشارع الحبيب بورقيبة وتحديدا على مستوى ساحة 14 جانفي التظاهرة التي دعت إليها «الجبهة التونسية للجمعيات الإسلامية» تحت شعار «نصرة لدين الله». وتأتي هذه التظاهرة على خلفية الاعتداءات الاخيرة التي طالت المقدسات الاسلامية من رسم «ماجين داويد» او ما اصطلح عليه بنجمة «داود» في جامع الفتح اضافة الى تدنيس المصحف الشريف في جهة بن قردان.. وجاب المجتمعون كامل شارع الحبيب بورقيبة رافعين عدة شعارات على غرار «الشعب مسلم ولا يستسلم»، «موتوا بغيظكم»، «الشعب يريد تطبيق الشريعة»، «الشعب يريد الحكم بشرع الله»، «تونس اسلامية... لا للعلمانية» اضافة الى شعارات تدعو الى اعتماد الخلافة الاسلامية مكان النظام الجمهوري المدني، وكان من ابرز المطالبين بهذا انصار «حزب التحرير» الذين اصطفوا في شكل حلقة تحيط بكامل نافورة الساعة. وبالتوازي مع ذلك انتظم مهرجان خطابي تم خلاله تقديم مداخلات لبعض الأيمة الذين طالبوا بضرورة تضمين قانون صلب الدستور الجديد للبلاد التونسية يجرم الاعتداء على المقدسات الاسلامية وحول هذه النقطة احتج بعض انصار السلفية مرددين «لا قانون لا دستور...قال الله قال الرسول» فكان جواب الأيمة واضحا سوف «نتعامل معهم بقانونهم»... كما ذكر احد الأيمة انه من الضروري ان تقوم العدالة الانتقالية بالمحاسبة منذ الاستقلال لوجود انتهاكات في تلك الفترة . اما بالنسبة إلى التنظيم فقد كان محكما حيث وزعت الجبهة عددا من الرجال الكبار وحتى الشبان في كامل شارع الحبيب بورقيبة لضمان سلمية التظاهرة وعدم الاحتكاك بجموع اخرى خصوصا وان طلبة المسرح كانوا يعدون العدة لتنظيم تظاهرة ثقافية بالشارع امام نزل «افريكا» و«المسرح البلدي» ورغم هذا فإن البعض من انصار السلفية قد تحولوا الى المكانين المذكورين لكنهم سرعان ما عادوا الى ساحة 14 جانفي بعد تدخل الشيوخ. هوامش - تمت المراوحة بين مداخلات الأيمة والخطباء بتلاوة الآيات القرآنية بصوت احد الشبان. - واكب الوقفة عديد المواطنين الذين قدموا من كامل تراب الجمهورية وحتى من خارجها حيث حضر مواطن تونسي من فرنسا خصيصا للمناسبة وألقى بعض الأبيات الشعرية نصرة للشريعة. - تم تخصيص مكان لتقف فيه النسوة درءا لكل اختلاط لكن رغم ذلك لاحظنا وجود اماكن كان فيها اختلاط..وقد شهدت الوقفة حضور بعض النساء غير المنقبات وحتى المحجبات ..وقد تحاور بعض شيوخ السلفية معهن وقد كان الحوار سلميا ينم عن مستوى راق من التحضر والانفتاح. - هناك بعض السياح الاجانب لم يفوّتوا الفرصة لمشاهدة التظاهرة والتقاط بعض الصور. - لم نلحظ وجودا أمنيا مكثفا حيث اقتصر على طوق من رجال الأمن للفصل بين التظاهرتين ولتسهيل الحركة. - قام عدد من الشبان بالصعود الى اعلى الساعة الموجودة بالساحة ووضعوا الاعلام البيضاء والسوداء التي تحمل شهادة التوحيد . أحمد تصوير: شرف الدين