بدعوة من الجمعية التونسية للنهوض بجرحى الثورة ، نفذ اليوم عدد من جرحى الثورة وعائلات الشهداء وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية ، منددين بتصريحات وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية المجرمة ل "أحرار الثورة " الذين لولاهم لما وصل مسؤولو اليوم إلى سدة الحكم–على حد تعبيرهم- ،مستنكرين غياب النية الواضحة من حكومة "الجبالي" في محاسبة قتلة الشهداء أو في تحقيق الوعود التي تعهدت فيها بمعالجة الجرحى والتكفل بتسوية كل مشاكلهم الصحية منها و الاجتماعية...والتعويل على لجان لم تثبت جدارتها ولم تصدر أي قائمة إلى اليوم منذ فترة الباجي القائد السبسي. وشارك في هذه الوقفة الاحتجاجية عدد من جرحى الثورة و عائلات الشهداء و ممثلون عن حزب القراصنة التونسي و الحزب التونسي وعدد من المواطنين الذين ابدوا تعاطفهم الكامل مع مطالب "هؤلاء الأبطال الأشاوس الذين باتوا يعانون التهميش و الإقصاء و سوء المعاملة،في سبيل الحرية و الكرامة الوطنية لا في سبيل حكومة تتاجر بهم و تعاملهم على أنهم أعداء للثورة" –على حد تعبير اغلبهم-. تصريحات "سمير ديلو" تثير سخط المحتجين أكد جريح الثورة و الناطق الرسمي باسم الجمعية التونسية للنهوض بجرحى الثورة السيد "علاء الدين السعيدي"، ان مرد حالة السخط و الغضب التي تنتاب المحتجين "تعود بالأول و الأساس إلى تصريحات السيد سمير ديلو الذي نعتنا باللصوص أو "السراق" في حين انه لم يعمل على البت في أمر قتلة الشهداء و لم ينعتهم حتى بهذه النعوت التي وجهها في حقنا"-حسب قوله-. و في ذات السياق أعرب جريح الثورة و أمين مال الجمعية التونسية للنهوض بجرحى الثورة السيد "لطفي الجلاصي"، عن امتعاضه و غضبه من تصريحات وزير حقوق الإنسان و العدالة الانتقالية السيد "سمير ديلو" التي "تكشف مقدار استهتار و لامبالاة مسؤولي الحكومة الحالية و تحليهم بصفة المماطلة و الخداع في حق أناس بذلوا أنفسهم فداء للوطن وليس من اجل هؤلاء الذين استغلوا تضحياتنا ليصلوا إلى مناصب نافذة و من ثم يديرون لنا ظهورهم". ومن جانبها طالبت جريحة الثورة "هالة العويشي"(مصابة بطلق ناري على مستوى الرأس) وزير حقوق الإنسان و العدالة الاجتماعية بأن يتوجه باعتذار رسمي إلى الجرحى و عائلات الشهداء "لان ما قمنا به إن لم يستوجب التكريم و العناية فلا يستوجب الاهانة و الشتم من طرف حكومة تدعي العمل على حماية شعبنا و حفظ كرامته". هذا وقد طالب المحتجون وزير الحقوق و العدالة الانتقالية السيد "سمير ديلو" بضرورة التخلي عن مهامه و فسح المجال أمام غيره حتى ينظر في بعض المشاكل التي "تبدو عويصة على أعضاء الحكومة الجديدة لغياب شرط الكفاءة و الخبرة لدى اغلبهم"-على حد تعبيرهم -، رافعين شعار "ديقاج ديلو"،كما كان الشأن مع "السيد "فوزي الصدقاوي" المكلف بملف الجرحى بوزارة حقوق الإنسان على اثر خروجه إلى المحتجين و محاولة الإصغاء إليهم و التهدئة من روعهم ،محاولا إقناعهم بان الوزارة لا زالت تدرس الملفات و سيتم إشعارهم بكل جديد. شبعنا وعودا واهية ! المح الجريح "نور الدين النهدي"(25 سنة) إلى ما بات يحس به من ضيق و اختناق يكاد يحبس أنفاسه جراء "الوعود الواهية و الكاذبة، و سياسة المماطلة التي تلجا إليها الحكومة الحالية ، فلا الشهداء رد اعتبارهم و حوسب قتلتهم و لا الأحياء الأموات(الجرحى) نالوا ابسط حقوقهم من علاج و مجانية تنقل...خاصة و نحن قيد انملة من الموت و الفناء الذي له وحده أن يريحنا من هذا العذاب الذي زادته الحكومات المتعاقبة عشر أضعافه". و أكد الناطق الرسمي باسم الجمعية التونسية للنهوض بجرحى الثورة،ان "سياسة المماطلة التي تتوخاها حكومة الجبالي في تعاملها مع ملف الجرحى و الشهداء لا ترقى إلى مستوى حكومة ديمقراطية شرعية انتخبت بالأغلبية"، مذكرا إياها بالوعود التي "أمطرتنا بها أيام الحملة الانتخابية، و هنا أريد أن احذرها من مغبة العمل على المتاجرة بالجرحى و الشهداء قصد تحقيق الفوز في الاستحقاقات الانتخابية القادمة حيث سيكون مصيرها الخسارة الحتمية ، فما بالك و إن واصلت السير وفق منهج المماطلة و التضليل و ذر الرماد على العيون؟". وقفة احتجاجية يعقبها اعتصام أكد اغلب المحتجين الذين التقتهم "التونسية"، ان النية تتجه نحو تغيير مسار تحركهم من وقفة احتجاجية إلى اعتصام حتى "تحقيق المطالب و الوعود و خاصة الضرورية منها"،مؤكدين على عدم مبارحتهم المكان إلى حين الاستجابة إلى مطالبهم العاجلة "حيث أن البعض لم يعد يحتمل الآلام و الأوجاع في حين أن الحكومة تستمتع بطيب الإقامة و إقناع المحتجين بالمثل القائل (كلامك يا هذا في النافخات زمرا) !....هذا و قد كان نسق الإقبال و المشاركة في هذه المظاهرة، التي اختارت من أمام مقر وزارة حقوق الإنسان و العدالة الانتقالية فضاء لأحداثها ،يسير نحو الارتفاع و التزايد . فؤاد فراحتية تصوير:شرف الدين