في تصريح خصّ به إذاعة هولندا العالمية قال روجي بوسميت رئيس الطائفة اليهودية في تونس إنه ينوي تقديم قضية عدلية ضد الأشخاص الذين رفعوا شعارات تنادي بقتل اليهود في مسيرة نصرة الشريعة الأحد الماضي على مرأى ومسمع من الجميع. وقال " سأقابل الوزير الأول حول هذا الموضوع ثم ارفع قضية أمام القضاء لأن ما نراه اليوم في شوارع تونس لا يمكن ان يكون الثمن الذي دفع من أجله أبناؤنا دمهم". و أضاف " هؤلاء الأشخاص يسيئون الى بلدي ولن أتقبل منهم ذلك وانا لا استبعد ان يكرروا هذا العمل ما داموا متروكين أحرارا هكذا كالكلاب السائبة".و استطرد " لا نعبأ بهذه التهديدات ولا تخيفنا وهي صادرة عن شيطان يريد الإساءة لهذا البلد الذي نحبه جميعا، بلدنا تونس". و اعتبر قول أحد السلفيين :"هيئوا أنفسكم...تدربوا...القتال القتال...اليهود اليهود...القتال القتال...يا شباب يا شباب...القتال في سبيل الله.. الجنة .. الجنة.. الجنة..الجنة"، تهديدا مباشرا ومستفزا للجالية اليهودية التونسية التي تعتبر نفسها جزءا لا يتجزأ من هذا المجتمع وقال " انها شعارات خاوية لم يسبق لنا ان سمعنا مثلها". وأضاف" هؤلاء أشخاص دخلاء على تونس يفسدون أفكار شبابها ويملؤونهم حقدا وكراهية... نحن تونسيون أبا عن جد، مضى على وجودنا في هذا البلد أكثر من 3 آلاف سنة ، أي اننا نسكن هذه الأرض قبل مجيء الإسلام إليها فكيف نغادر بلدنا؟ ...لا نشعر بأي فرق بيننا وبين باقي التونسيين ولن نسمح لأحد بالنيل منا لان ديانتنا مختلفة ولن نترك ثورة شاركنا فيها لهؤلاء".
وأبدى امتعاضه من تكرار الأسئلة التي توجه له حول إمكانية مغادرته مع بقية الجالية الى إسرائيل وقال " متى يدرك الناس ان هذا البلد بلدنا أيضا؟" و غم تطمينات المرزوقي السابقة والداعية لحماية حقوقهم فهو يرى ان الدولة مطالبة ببذل المزيد من الجهد لحماية اليهود من أي تهديدات توجه إليهم اليوم عشوائيا ودون سبب واستغرب من موقف رجال الأمن الذين تابعوا ما حدث خلال مسيرة يوم الاحد دون أن يحركوا ساكنا وقال " كانوا يكتفون بالنظر ولا يتدخلون".
وتعقيبا على كلامه أفاد المكلّف بالإعلام لدى وزارة الداخلية خالد طرّوش للإذاعة نفسها أنّ ذلك يعدّ تصرفا فرديا لا يمثل أي جهة أو حركة معينة ومن حق كل شخص وجه له تهديد أن يرفع قضية أمام القضاء وهو حق يكفله القانون للجميع من دون تفرقة. واكد ان الجالية اليهودية جزء لا يتجزا من المجتمع التونسي ولذا وجب احترامها وصيانة حقوقها كاملة.