سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"بيريز الطرابلسي" (رئيس الطائفة اليهودية بجربةورئيس كنيس «الغريبة») ل"التونسية" : "قاعد هوني وما عندي وين نمشي.. تجريم التطبيع خطأ...ادراج الشريعة "ما يساعدناش" ومن حقنا ان نكون ممثلين في مجلس النواب
ورث بيريز الطرابلسي الإشراف على معبد الغريبة عن والده سنة 1964 ولم يتجاوز آنذاك الرابعة والعشرين من عمره، ولا يتردد في أن يقول إنه سخّر حياته لخدمة «الغريبة». ومع اقتراب موعد الحج السنوي للغريبة (9 و10 ماي) حاورت «التونسية» السيد بيريز الطرابلسي رئيس الطائفة اليهودية ورئيس معبد «الغريبة» أقدم المعابد اليهودية في إفريقيا ومن بين أقدمها في العالم، إذ تقول عدة روايات إنه يعود إلى 2500 سنة وفيه إحدى أقدم نسخ التوراة. كيف هي الحياة اليومية في «الغريبة»؟ - حياتنا عادية، زيارات لأبناء الطائفة اليهودية واحتفالات في الأعياد والمواسم بل ربما تستغرب إن قلت لك إن هناك من يزور «الغريبة» من المسلمين وهناك «رجال كبار يقراو من الصباح إلى الليل» و«الغريبة» هي التي تسدد لهم أجورهم. هل أفهم من كلامك أنه يوجد من بين أبناء الطائفة اليهودية فقراء؟ - نحن مثل كل «التوانسة» «الفلوس قد البلاد» وأذكر أن جدّي كان يضطر لتناول الخبز شايح، ولعلمك يشتغل في «الغريبة» فضلا عن اليهود أربعة من المسلمين بشكل مستمر وهم من أكثر الناس ثقة. هل «الغريبة» مفتوحة للجميع في جربة؟ - طبعا هي مفتوحة لكل الناس. هل تساهم الدولة في السهر على «الغريبة» ومعابد اليهود التونسيين عموما؟ - لا.. نحن من يتولى ذلك. ما الجديد بخصوص موسم الحج السنوي ؟ - تعرفون أننا ألغينا الاحتفالات في السنة الماضية احتراما لدماء شهداء الثورة على الرغم من أن هذه الاحتفالات لم تنقطع يوما في تاريخ الغريبة حتى سنة 2002 حين وقع تفجير يوم 11 أفريل الذي أودى بحياة 21 ضحية أغلبهم من الألمان والتونسيين. كم عدد الزوار هذه السنة؟ - لا يمكنني أن أجزم بعدد، تعرفون أن عدد الزوار بلغ سنة 2010 ثمانية آلاف من فرنسا وإسرائيل وكنّا نتوقع أن يزور «الغريبة» عدد كبير هذا العام بعد إلغاء الاحتفالات السنة المنقضية ولكن بعض الأحداث قد تسقط توقعاتنا في الماء، فقد كنا نستعد لاستقبال 400 زائر يوم الخميس 5 أفريل ولكنهم ألغوا قدومهم إلى تونس «بطّلوا ما جاوش» بعد مظاهرة شارع الحبيب بورقيبة في 25 مارس والتي شهدت الدعوة إلى قتال اليهود، المشكل أن لا أحد يرد على دعوات بعض السلفيين إلى العنف بقتل اليهود أو محاربتهم. لكن رئيس المجلس التأسيسي استقبل رئيس الطائفة اليهودية وعبر عن استنكاره لما حدث؟ - "أنا يا خويا عندي ثقة كاملة في تونس، قاعد هوني ما عندي وين نمشي، هاذي بلادي»، لكن تكرر مثل هذه الأحداث والدعوة إلى قتل اليهود كما حدث في شارع بورقيبة وعند استقبال إسماعيل هنية تقدم رسائل سيئة إلى من هم خارج تونس سواء كانوا من اليهود أو من غيرهم بل حتى التونسيين المقيمين بالخارج أصبحوا يترددون في العودة خلال العطلة الصيفية «خايفين على صغارهم» ممن يسمون أنفسهم سلفية ويريدون أن يحكموا البلاد والعباد على هواهم. ماهي استعداداتكم الإجرائية لموسم الحج يومي 9 و10 ماي؟ - تحدثت مع وزير الداخلية وقد وعد بأنه سيوفر الأمن وهو ما ننتظر تجسيده على أرض الواقع «البلاد ماهيش مسيبة» ما تعليقك على حادثة الجزائري الفرنسي محمد مراح في فرنسا (أطلق النار على مدرسة يهودية فقتل أربعة يهود)؟ - أنا شخصيا ثقتي في تونس أكثر من ثقتي في فرنسا، ولكن الرأي العام ليس موقفي الشخصي وهذه الحادثة أثرت في اليهود، كما في غيرهم لأنه لا أحد يقبل أن يطلق النار على مدرسة وعلى التلاميذ. ما موقفك من زيارات دعاة مثل وجدي غنيم ؟ - "ما حقهمش يدخلوا لتونس» تونس ليست ناقصة في دينها ليأتي هؤلاء ليعلموا التونسيين كيف يكونون مسلمين ومثل من ذكرت يوتّر العلاقة بين التونسيين مسلمين ويهودا. ما تعليقك على إصدار النيابة العمومية بطاقة إيداع في السجن بحق شاب حاول الاعتداء على البيعة اليهودية بالعاصمة؟ - ما يقوم به البعض من اعتداءات لفظية ومادية على اليهود وعلى المسيحيين (الاعتداء على الكنيسة الأورتودكسية بالعاصمة وعلى المقبرة المسيحية) هو تشويه لصورة تونس التي كانت عبر تاريخها الطويل بلد التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات «تونس باهية وأولادها باهين» ولكن على الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها لحماية أبنائها على اختلافهم ولحماية صورة تونس لأنه لا يمكن تحقيق تقدم اقتصادي إن كانت الصورة التي تصل إلى الخارج سيئة. ما موقفك من الداعين إلى تجريم التطبيع في الدستور الجديد؟ - أعتقد أن الاستجابة لمثل هذه الدعوة ستكون خطأ كبيرا وفي اعتقادي أن من يدعو إلى تجريم التطبيع يريد عرقلة عمل الحكومة «آش ما دخّلنا أحنا في إسرائيل؟» فالفلسطينيون يتفاوضون مع الإسرائيليين وإسرائيل لها اتفاقيات سلام مع الأردن ومصر فماذا سيكون موقف دعاة تجريم التطبيع لو حدث سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل؟ هل سيقومون بتغيير الدستور مرّة أخرى ولماذا لا نسمع لهؤلاء صوتا عما يحدث في سوريا من قتل النظام لشعبه؟ هل تدعو كرئيس للطائفة اليهودية في جربة إلى تضمين الدستور حماية لحقوق الأقليات؟ - "أحنا توانسة، إللّي يطّبق على التوانسة يطّبق علينا» ولا أعتقد أننا في حاجة إلى دسترة حقوقنا ولكن من مسؤولية الدولة توفير الحماية لمختلف أبنائها. وإدراج الشريعة مصدرا من مصادر التشريع؟ - "ما يساعدناش "(لا يناسبنا) كم يبلغ عدد اليهود في تونس؟ - في جربة 1200 ولنا 200 في جرجيس و300 في العاصمة و300 موزعين في سائر أنحاء البلاد. هل تطمح لرؤية أحد اليهود عضوا في مجلس النواب؟ - علاش لا؟ في فترة الاستعمار الفرنسي كان لنا ممثلون وفي عهد بورقيبة كان اليهود ممثلين وزراء ومستشارين، نحن أقلية، نعيش في تونس منذ 4000 سنة ولسنا وافدين على هذه الأرض ومن حقنا أن نكون ممثلين في كل الهيئات واللجان. هل يأتي زوار من إسرائيل في شهر ماي؟ - "مازلنا ما نعرفوش» قبل 14 جانفي كانت السلطات التونسية تمنح للقادمين من إسرائيل تأشيرات في مطار جربة، بصراحة لا أعرف كيف ستكون الأمور هذه المرة، لذلك أجدد النداء للحكومة لتقوم بواجبها حتى يشعر من يفكر في زيارة «الغريبة» بأنه في مأمن من كل «قلق» مثلما كان الأمر طوال السنوات الماضية.